للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فظ السكوت، وإن يناقش ... قلت: ما أذرى نقاشه

هذا يضيع به الحشي ... ش، وذاك يفدى بالحشاشة

البعثات الأزهرية إلى الخارج

إلى الأستاذ الأكبر شيخ الجامع الأزهر:

أنت يا مولاي أزهري نلت أرقى الشهادات الأزهرية، وهي (شهادة العالمية من الدرجة الأولى) ولكنك لم تقنع بهذا الزاد العربي الشرقي مع خصبه ودسامته، بل أردت أن تجمع بين علم الشرق الموروث وعلم الغرب المستحدث، فرحلت إلى فرنسا، وطلبت العلم في رحاب (السوربون) وأجدت الفرنسية، وكنت أستاذا في الجامعة الفؤادية سنوات وسنوات، وبذلك أدركت أكثر من سواك مبلغ الخير الذي يحصله الأزهري إذا ما جمع بين القديم والحديث، وقارن بين تراث العرب وتراث الغرب؛ فهل يكون عجيبا بعد هذا، أو غريبا أن نلجأ إليك هاتفين بك لتسارع بتنظيم البعثات العلمية الأزهرية إلى الخارج من شباب الأزهر المعمور الذين أتموا دراستهم في الكليات الأزهرية، وعندهم استعداد وقدرة على الارتحال ومواصلة الطلب أكثر من الطاعنين في السن المقتربين من هدوء الشيخوخة والهرم؟!.

لقد سارعت الجامعات المصرية، والوزارات والهيئات في مصر فكتبت كتائبها وحشدت جموعها، وأوفدت بعثاتها إلى الخارج، عقب الحرب مباشرة مع أن هذه الجامعات والوزارات تجد من أبنائها القدامى والمحدثين من ينوبون عن هذه البعثات أو يحلون محل أفرادها. . . .

أما الأزهر الشريف الذي يحتاج إلى البعثات أكثر من غيره فلم نر من أبنائه فردا واحدا يرسل إلى الخارج في بعثة من البعثات!

أن الأزهريين في أمس الحاجة إلى دراسة اللغات الأجنبية، وإلى الوقوف على شبه المستشرقين والملحدين ليدافعوا عن دينهم وإلى معرفة الحياة الاجتماعية والثقافية عند الغربيين، ليستفيدوا منها في بناء مجتمعهم الإسلامي الجديد! فمتى يتمكنون من تحقيق هذه الأهداف!!. . .

<<  <  ج:
ص:  >  >>