وأدخل الدكتور زكي محمد حسن، في مقالة عن قصور الأمويين، المنوه به في الفقرة السابقة، أدخل قصير عمرة، وحمام الصرخ في عداد القصور.
أما حمام الصرخ، فأسمه حمام، ولا محل لدسه بين القصور، بقى قصير عمرة، فما هو؟
لقد أصر الدكتور على جعله أو سرده مع القصور لأمرين:
١ - لأن علماء الآثار ساروا على ذلك.
٢ - لأن فيه، وفي حمام الصرخ قاعات استقبال (؟)
قلت: قول الدكتور لا يطمئن إليه، فالرجل ذو الفكر الناقد لا يجعل الحمام قصراً ولو قال ذلك أكبر العلماء الأجانب. لأن قولاً كهذا يجدر التروي فيه قبل نقله. فالدراسات الآثارية الحديثة أجمعت على جعل قصير عمرة حماماً لا قصراً، وان أمام هذا الحمام كان قصر فتهدم واختفت معالمه. (انظر مجلة المجمع العلمي بدمشق المجلد السابع عشر مايس حزيران سنة ٩٤٢).
إن تخطيط قصير عمرة، وحمام الصرخ يدل على وجود غرفة كبيرة واسعة في كل منهما، وقد ظن بعضهم أنها غرفة إستقبال (!) ونقل الدكتور هذا الظن. أغرفه استقبال في حمام؟ أمر عجب. على كل أنا أشك فيما نقله الدكتور، وأشك أن تكون غرفة استقبال، ولن يجد الدكتور أي نص قديم صحيح يثبت ما ذهب إليه، ويؤيد أن خليفة استقبل الناس في حمام.
والأقرب للعقل أن تكون هذه الغرفة الواسعة للاستراحة بعد الاستحمام أو للهو واقتناص اللذة قبل الاستحمام، أو للأمرين معا، فالملوك لا يستقبلون في الحمامات.
إن وجود هذه الغرفة الواسعة في الحمام لا يجعل الحمام قصراً، فالحمام الأموي الذي كشف في جبل سيس في بادية دمشق، يشبه تخطيطه قصير عمرة والصرخ تماماً. وبرغم الغرفة الواسعة فيه لم يقل أحد إنه قصر ولا جعله في عداد القصور (انظر:
وفي دمشق حمام أسمه حمام السروجي، فيه غرفة واسعة تشبه تماماً غرفة قصير عمرة، وقد لاحظ هذا ايكوشار، ومع ذلك فلم يجعل أحد هذه الغرفة غرفة استقبال أو يجعل الحمام قصراً. وأنت واجد مثل هذا في أغلب حمامات دمشق (انظر: