وهؤلاء أصدقاء إيطاليا الجدد ماذا يصنعون؟
لقد كانوا بالأمس يحملون عليها فكيف يحملون عليها اليوم؟
إنهم قبضوا الثمن ولا بد من الوفاء بالبضاعة.
أو قل إن الإيطاليين بذلوا المال ولن يثابروا على بذله إلا إذا استفادوا منه بعض الفائدة.
فما هي الفائدة المنظورة؟ وما هي الفائدة المستطاعة!
أما الترويج لدكان (زيد) فغير مستطاع.
فلم يبق إلا التشهير بدكان عمرو المسكين. . . ورزقه على الله!
وكذلك قد كان!
وكذلك ظهر للسادة (الغيورين) على حين غرة أن النجاشية الذين جلسوا على عرش الحبشة في ماضي العصور وحاضرها كانوا يظلمون المسلمين ويعطلون شعائر الإسلام.
ولتسقط (الحبشة) معناها (لتحي إيطاليا) في ذلك الصراع القائم.
وتمت الصفقة على هذه الصورة بين قبض الثمن وتسليم البضاعة من غير الطريق المستقيم.
أما أنت أيها الرجل الذي لم تقبض ثمناً ولم تسلم بضاعة فقد باعك هؤلاء الدجالون واشتروك وأنت لا تدري ما تفهم وما تقول.
إن دخلت في الصفقة ومضيت مع التيار الذي حملوك عليه إلى حيث يشاءون فأنت كما رأيت بضاعة تباع وتشترى.
وإن فتحت عينيك وقلت لهم إنكم دجالون منافقون، وإنكم سماسرة استعمار مأجورون - فأنت إذن لست بالرجل الغيور على الدين، ولست بالمسلم المنافح عن الإسلام والمسلمين، ولكنهم هم الغيورون المنافحون. . . هم أولئك الدجالون المنافقون، الذين يبيعون فيك ويشترون!
ودارت الأيام ورأينا مذاهب النازية ومذاهب الديمقراطية تصطدم في أخطر ميدان.
ثم دارت الأيام ورأينا الشيوعية والديمقراطية تتصارعان.
وعادت حكاية الدكاكين من جديد: دكان زيد ودكان عمرو في الحي المأهول بالشرقيين المساكين.