أما الدعاية لزيد فعرضة للاتهام الصريح.
فلماذا يتعرض لها (السماسرة الأمناء) وهم في غنى عنها بالإنحاء على عمرو في غير حرج ولا مبالاة.
لتسقط الديمقراطية معناها لتحي الشيوعية. . . والثمن مقبوض والبضاعة مسلمة، وكفى الله المؤمنين القتال.
فالديمقراطية إذن كذب وخداع، والديمقراطية إذن فخ منصوب للضعفاء، والديمقراطية إذن مسئولة عما يجنيه الديمقراطيون، والديمقراطية إذن هي مصدر البلاء وعلة الشرور.
وما شأن (الشيوعية) يا هؤلاء؟
شأنها أنها بذلت الثمن في الخفاء، فلا يليق أن تذكر في معرض النقد والاستياء.
هي ملك معصوم، أو هيشيء مسكوت عنه إلى أن يخرب دكان عمرو فيقبل (الزبائن) على دكان زيد طائعين أو مكرهين.
ومن المحقق أن الديمقراطيين يكذبون ويخدعون، ولكن من المحقق كذلك أن الديمقراطية خير من الاستبداد بعد كل ما يقال عن مساوئ الديمقراطيين.
هل تسقط الديمقراطية لأن الضعفاء في الأرض لا يعاملون اليوم معاملة الأقوياء.
هل تسقط الديمقراطية لأن الأرض البشرية لم يهبط عليها فردوس الملائكة أو لم ترتفع إلى ملكوت السماء؟
إن كانت المذاهب تعاب بذنوب أبنائها فماذا نقول في المسيحية والإسلام؟ وماذا نقول في سائر الأديان؟
منذ القدم تبشر الأديان بالخير ولا يزال الشر في هذه الأرض كما نراه، فهل نقول إن الأديان لم تنفع أبنائها بشيء لأنهم لا يسلمون من الخسار؟
منذ القدم تنص الشرائع والقوانين على عقاب الأثمة والمجرمين. ولكن الأثمة والمجرمين لا ينقطعون ولعلهم لا ينقصون. فهل نقول من أجل ذلك: دعوهم يجرمون ويأثمون وأغلقوا المحاكم وافتحوا أبواب السجون؟
منذ القدم ننادي بالإصلاح ويعمل الناس أعمال المفسدين. فهل نقول من أجل ذلك إن الفساد خير من الصلاح وإن الدعوة إلى الإصلاح سعي عقيم ورأي سقيم؟