للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

(. . . وكان من عادة زوجتي إذا ما وجدتني ثملا تفتش جيوبي، وتأخذ ما تجده من مال. وحدث مرة أن قبضت معاشي وجئت البيت، فوجدتها قد أعدت لي زجاجة كبيرة من الفودكا فأتيت عليها. ولما لعبت الخمر برأسي قالت لي: (هيا يا منى قلبي لنتنزه في ضوء القمر!) فقمت أترنح مستندا إلى ذراعها، واقتادني إلى حيث أرادت. ولا إذ كر كيف أفقت فوجدتني ملقى على السطح فتفقدت معاشي فلم أجده. . . فأدركت للحال أن (الأميرة) سرقتني.

فقال أحد المساجين: - ماذا تقول. . . أميرة؟. . .

فأجاب يوزيك: - أجل، تدعي زوجتي أنها من سلالة آل رومانوف!. . .

فقال سجين آخر: - ومن تكون زوجتك إذن؟

قال: - ليست زوجتي سوى امرأة مقامرة في حياتها.

فرت من روسيا إبان الحرب الأهلية، ثم قامت بأعمال مظلمة هنا وهناك، وتجولت بين تركيا والبلقان وعمان!. . . وهاهي اليوم تبارك الناس في النهار وتسطو علي في الليل.

ولما خرج يوزيك من السجن كانت أولجا تنتظره، وكانت هي قد أعدت له كعكا وشايا، فجلسا إلى المائدة، ودار بينهما حديث عتاب. وحديث آخر عن الإنسان وحظوظه العاثرة. . .

نجاتي صدقي

<<  <  ج:
ص:  >  >>