ألا إنها لتستخدم! فما هو إلا أن تحفر قناة مكشوفة من المسجد الذي يراد كسح خزاناته إلى الحقول خارج القرية، وتمر هذه القناة بالبيوت والحوانيت في وسط الشارع، ثم يربط جردل بحبل ويعلق هذا ببكرة، ويقف عاملان يتناوبان فوق الخزان، يملآن هذا الجردل من الخزان ويصبانه في أصل القناة وبعد هنيهة يجري التيار حاملاً كل شيء إلى الحقوق المحظوظة بهذا السماد الطبيعي الثمين!
هذا ويتفق أن تكون عدة مساجد متفرقة في القرية في حاجة إلى التطهير، فتوفيراً للقنوات المتعددة، توصل قناة بقناة، وإذا بالقرية كلها شبكة واحدة من القنوات المتصلة. . . وعلى سكان البيوت والحوانيت أن يتمتعوا بالنضر الفذ والرائحة القوية أسبوعاً أو أسبوعين. . . فتلك بيوت الله ولا يجوز أن يتأذى أحد من فضلات المصلين!
قرب المواد المطلوب في فتحات هذه المراحيض العجيبة، هو الذي فتق الحيلة البارعة التي نبتت في ذهن هذا التلميذ العبقري!
وما إن طلع بها على إخوانه الملهوفين، حتى طلع عليهم الفرج بعد الضيق. . . وما هي إلا دقائق حتى كانت الإحقاق كلها مليئة، فتسلمها الحكماء في اطمئنان عميق. . . وسمح للتلاميذ بإجازة بقية اليوم، فعادوا إلى منازلهم غير مصدقين!
وعلم فيما بعد أنها كانت بعثة طبية للقيام بإحصاء طبي عن حالات الأنيميا والبلهارسيا والانكلستوما والإسكارس.
ولكنه لم يعلم كيف كانت النتائج التي دونتها البعثة في إحصاءاتها الرسمية الوثيقة!!!