للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

فيها سبع سنين؛ رحل عنها وإنه ليأسف على رحيله كثيرون والكل به معجبون. ولا غرو أن تتغير نظرة الأساتذة والطلاب إليه عما كانت قبل ممن كانت له مثل متانة خلقه ورجاحة عقله وفصاحة لسانه وقوة جنانه وشاعرية روحه وطموح نفسه، خليق بمن عرفوه أن يأسفوا على فرقته وأن يعجبوا بشخصيته. ولقد طلب إليه أكثر من مرة القائمون على أمر الكلية أن يبقى بينهم زميلاً بعد أن تخرج فيها ولكنه لم يجد في نفسه الميل إلى ذلك؛ ونجد مصداقاً في تغير نظرتهم إليه فيما كتبه بعد ذلك بعشرة أعوام إذ أشار إلى ما لقي من احترام على أيدي أساتذة الكلية يفوق ما لقي أنداده منه وإلى رغبة هؤلاء الأساتذة في أن يبقى معهم إلى أن قال (وقد وثقت فوق ذلك من اختصاصهم إياي بالمودة والعطف وذلك من كتبهم التي تلقيتها قبل رحيلي وبعد ذلك بزمن طويل وكلها تفيض بعطفهم علي ومودتهم إلي ومحبتهم إياي).

أما هو فكان يذكر أيامه في كمبردج بخير، بل ما برح يشكوا ن تخلفها في المعرفة وتمسكها بالماضي وتعودها عما كان يرجوا من النهوض.

(يتبع)

الحفيف

<<  <  ج:
ص:  >  >>