للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

وقال كعب مرة: (إن الله قال للصخرة أنت عرشي الأدنى وأنها موضع قدم الرحمن). وقد وضع كعب وإخوانه في فضائل بيت المقدس وغيره من البقاع التي في الشام أكاذيب كثيرة ملأت مؤلفات.

ما بثه كعب في التفسير والحديث:

بلغ من دهاء كعب أن جعل بعض الصحابة يروون عنه أحاديث معزوة إلى رسول الله. وفي كتب الحديث في باب رواية الأكابر عن الأصاغر أن العبادلة الثلاثة وأبا هريرة ومعاوية وغيرهم قد رووا عن كعب الأحبار.

ولا نستطيع أن نسوق هنا كل ما بثه في تفسير كتاب الله، وما رواه من أحاديث عن رسول الله لأنها إذا جردت تملأ مجلدات وإنما نجتزئ ببعض الأمثال:

قال معاوية عن ذي القرنين: أنه كان يربط خيله بالثريا.

وقال عن العرش: إنه لما خلق اهتز تعظيماً فطوقه الله بحية لها سبعون ألف جناح، وفي كل جناح سبعون ألف ريشة، وفي كل ريشة سبعون ألف وجه، وفي كل وجه سبعون ألف فم، وفي كل فم سبعون ألف لسان يخرج من أفواهها كل يوم من التسبيح عدد قطر المطر وعدد ورق الشجر. . . الخ فالتوت الحية على العرش. . . وهي ملتوية عليه فتواضع عند ذلك!

وقال الأرضون السبع على الصخرة والصخرة في كف ملك والملك على جناح الحوت والحوت في الماء والماء على الريح والريح على الهواء ريح عقيم لا تلقح وأن قرونها معلقة في العرش.

وقال: إن الله ديكا عنقه تحت العرش وبراثنه في أسفل الأرض فإذا صاح صاحت الديكة.

وما قال كعب لم يلبث أن جاء حديثاً مرفوعاً.

وفي التوراة: أربعة أنهار في الجنة، وفي حديث أبي هريرة أحد من رووا عن كعب أن النبي قال: النيل وسيحان وجيحان والفرات من أنهار الجنة، أما أبن عباس وقد روى كذلك عن كعب فقد جعلهم خمسة أنهار.

هذا هو كعب الأحبار - الصهيوني الأول - أبرزناه على حقيقته بعد أن نزعنا عنه ثوب الرواية الإسلامية فبدا لهم عارياً - كما خلقته الصهيونية - حتى يكون المسلمون على

<<  <  ج:
ص:  >  >>