أنك لا تموت ألا شهيداً وأنك تقول من أين وإني في جزيرة العرب؟ وفي رواية أخرى: لما دخل كعب على عمر قال له: (الحق من ربك فلا تكونن من الممترين)
ومما يملخ عرق الشك في آمر تأمر كعب بعمر ما أخرجه الخطيب عن مالك، أن عمر دخل على أم كلثوم بنت علي وهي زوجته فوجدها تبكي، فقال ما يبكيك؟ قالت هذا (اليهودي) أي كعب يقول أنك باب من أبواب جهنم! فقال عمر ما شاء الله! ثم خرج فأرسل إلى كعب فجاءه فقال يا أمير المؤمنين والذي نفسي بيده لا ينسلخ ذو الحجة حتى تدخل الجنة! فقال ما هذا! مرة في الجنة! ومرة في النار! فقال: إنا لنجدك في كتاب الله على باب من أبواب جهنم تمنع الناس أن يقتحموا فيها فإذا مت اقتحموا!!
وقد برت يمينه فقد قُتل عمر في ذي الحجة سنة ٢٣هـ
فهل بعد ذلك يتمري أحد أن كعباً هو رأس مؤامرة قتل عمر!
ولعل المسلمين قد ازدادوا ثقة بكعب بعد مقتل عمر إذ حسبوا أن التوراة كما يزعم فيها علم ما كان وما سيكون وما هو كائن! ولكن لما كثر كذبه وفشا بهتانه أخذ بعضهم يقابل ما يرويه بالشك فقد روى البخاري أن معاوية قال فيه (إنا كنا لنبلو عليه الكذب، وقال عنه علي (إنه لكذاب) وكذبه كذلك عبد الملك بن مروان.
قصة الصخرة بين عمر وكعب:
لما افتتحت إيلياء وأرضها على يد عمر في ربيع الآخر سنة ١٦هـ ودخل عمر بيت المقدس دعا عمر كعب الأحبار وقال له: أين ترى أن نجعل المصلى؟! فقال كعب: إلى الصخرة. فقال له عمر: يا أبن اليهودية، ضاهيت والله اليهود، وفي رواية أخرى خالطتك يهودية! وقد رأيتُك وخَلعَك نَعليك!
ولما أخذوا في تنظيف بيت المقدس من الكناسة التي كانت الروم قد دفنته بها سمع التكبير من خلفه فقال ما هذا؟ فقالوا كبر كعب وكبر الناس بتكبيره! فقال عليَّ به فأتىَ به فقال يا أمير المؤمنين: أنه قد تنبأ علي ما صنعت اليوم نبي منذ خمسمائة سنة! قال وكيف؟ فقال إن الروم قد أغاروا على بني إسرائيل فأديلوا عليهم فدفنوه! إلى أن وليت فبعث الله نبياً على الكناسة فقال ابشري، أورى شلم، عليك الفاروق ينقيك مما فيك! وهكذا يلعب بعقول المسلمين.