للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

محمد رسول الله عبده المختار لا فظ ولا غليظ ولا صاخب بالأسواق ولا يجزي بالسيئة السيئة ولكن يعفو ويغفر، مولده بمكة وهجرته بطيبة وملكه بالشام وفي السطر الثاني: محمد رسول الله أمته الحمادون يحمدون الله في كل منزل ويكبرون على كل شرف رعاة الشمس يصلون الصلاة إذا جاء وقتها ولو كانوا على رأس كناسة! ويأتزرون على أوساطهم ويوضئون أطرافهم وأصواتهم بالليل في جو السماء كأصوات النحل.

كعب وعمر:

لما أتى كعب إلى المدينة على عهد عمر مظهراً إسلامه أخذ يعمل في دهاء لما أسلم من أجله، فكان أول أمر وجه أليه همه أن يفتري الكذب على النبي، ولكن عمر فطن لكيده فنهاه على أن يروي عن النبي شيئاً وتوعده بأن يترك الحديث عن رسول الله أو يلحقه بأرض القردة.

وعلى أن عمر رضي الله عنه قد ظل يراقب هذا الداهية بحكمته وحزمه وينفذ إلى أغراضه الخبيثة بنور بصيرته كما جرى ذلك في قصة الصخرة التي ستعرفها فيما بعد، فأن شدة دهاء هذا الرجل قد تغلبت على حزم عمر ويقظته فظل يعمل بكيده في السر والعلن حتى انتهى الأمر بقتل عمر بمؤامرة أشترك فيها هذا الكاهن وجماعة معه منهم الهرمزان ملك خورستان وكان قد جئ به أسيراً إلى المدينة.

قتل عمر:

ذكر المسور بن مخرمة أن عمر لما أنصرف إلى منزله بعد أن أوعد أبو لؤلؤة جاءه كعب الأحبار فقال يا أمير المؤمنين (أعهد) فأنت ميت في ثلاث ليال (رواية الطبري في ثلاث أيام) قال وما يدريك؟ قال أجده في كتاب التوراة! قال عمر: أتجد عمر بن الخطاب في التوراة؟ قال الهم لا، ولكن أجد حليتك وصفتك، وأنت قد فني أجلك! قال ذلك وعمر لا يحس وجعاً، فلما كان الغد جاءه كعب، فقال بقي يومان! فلما كان الغد جاءه وقال: مضى يومان وبقي يوم! وهي لك إلى صبيحتها، فلما أصبح خرج عمر إلى الصلاة وكان يوكل بالصفوف رجالاً فإذا استوت كّبر، ودخل أبو لؤلؤة في الناس وبيده خنجره فضرب عمر ست ضربات إحداهن تحت سرته وهي التي قتلته. ودخل عليه كعب وقال له: ألم أقل لك

<<  <  ج:
ص:  >  >>