الصحابة أبو هريرة الذي كان كذلك أكثر تحديثاً عن النبي، ذلك بأن هذا الكاهن سلط عليه قوة دهائه لكي يستحوذ عليه وينميه ليلقنه كل ما يريد. ومما أتخذه من أساليب المكر والخداع ليطويه تحت جناحيه أن قال فيه كما روى الذهبي: ما رأيت أحداً لم يقرأ التوراة أعلم بما فيها من أبي هريرة!!
سبب إسلامه:
وضع هذا الكاهن لإسلامه سبباً عجيباً فقد أحرج أبن سعد عن سعيد بن المسيب قال: قال العباس ما منعك أن تسلم في عهد النبي وأبى بكر؟ فقال إن أبي كتب لي كتاباً من التوراة فقال اعمل بهذا وختم على سائر كتبه، وأخذ علي بحق الوالد على الولد أن لا أفضي الختم عنها، فلما رأيت ظهور الإسلام قلت لعل أبي غيب عني علماً ففتحتها فإذا صفة محمد وأمته فجئت الآن مسلماً!
وروى عبد الله بن عمر أن رجلاً من أهل اليمن جاء إلى كعب فقال له: إن فلاناً الحبر اليهودي أرسلني إليك برسالة! فقال كعب هاتها، فقال له الرجل: انه يقول لك ألم تكن سيداً شريفاً مطاعاً؟! فما الذي أخرجك من دينك إلى أمة محمد؟ فقال له كعب أتراك راجعاً إليه؟ قال نعم! قال فإن رجعت إليه فخذ بطرف ثوبه لئلا يفر منك! وقل له: يقول لك، أسألك بالذي فلق البحر لموسى، وأسألك بالله الذي ألقى الألواح إلى موسى بن عمران فيها كل شيء!! ألست تجد في كلمات الله تعالى أن أمة محمد ثلاث أثلاث: فثلث يدخلون الجنة بغير حساب، وثلث يحاسبون حساباً يسيراً ثم يدخلون الجنة، وثلث يدخلون الجنة بشفاعة أحمد!! فإنه سيقول لك نعم! فقل له يقول لك كعب: اجعلني في أي الأثلاث شئت!
كيف كانوا يمكرون بالمسلمين:
أتبع هؤلاء الأحبار طرقاً عجيبة لكي يستحوذوا على عقول المسلمين، وإليك طرفاً من هذه الأساليب:
أخرج الترمذي عن عبد الله بن سلام وهو من أحبار اليهود أنه مكتوب في التوراة في السطور الأولى (محمد رسول الله عبده المختار مولده مكة ومهاجره طيبة وملكه في الشام) وهذا الذي قاله أبن سلام قد أحكمه الداهية كعب، فقد روي عنه الدرامي: في السطر الأول