كان قد تبارز في حياته، رد بالإيجاب ولم يزد، وخيل الينا أنه يكره هذا الموضوع لأنه يثير ذكرى حادثة معينة قتل فيها فرد معين من ضحاياه العديدين.
وفي ذات يوم كان يتناول طعام الغداء في منزل (سيلفيو) ثمانية أو تسعة من الضباط، وكنت أحدهم، واذكر أننا شربنا وأسرفنا في الشراب، فلما انتهينا من طعامنا رجونا من مضيفنا أن يكون أمين الصندوق في لعب الميسر، ولكنه رفض، لأنه قلما يلعب، فلما أصررنا طلب لنا الورق وجلسنا إلى جانبه على شكل دائرة وأخذنا نلعب.
لم يتحدث الرجل أثناء اللعب ولم نجره إلى المعارضة أو الشرح، وكان إذا أخطأ أحدنا أعطاه ماله أو حجز ما عليه لنفسه. وكنا جميعا نعرف طريقته. . وحدث أثناء اللعب أن ضاعف أحدنا (وكان ضابطا حديث العهد بمعسكرنا) رهانه على ورقة بالذات دون قصد منه لانشغاله وذهوله، فما كان من سيلفيو الا أن تناول قطعة الطباشير وكتب المبلغ المطلوب فقط. . عارض الضابط وأراد أن يصحح خطأه، ولكن سيلفيو لم يعره اهتمامه، وظل يدير اللعب كان لم يحدث شيء. . وهنا تناول الضابط الطلاسة ومحا الأرقام، فأجاب مضيفنا على ذلك بأن أعاد كتابتها في هدوئه المعهود. كان الضابط متأثراً بالشراب وباللعب وبضحكات زملائه الساخرة فظن أنه أهين، وتناول شمعدانا رمى به وجه سيلفيو ولكنه انحنى قليلا إلى الأمام فأخطأته الضربة، فدمدمنا جميعا انتظرنا ماذا يكون بينهما.
وقف مضيفنا شاحبا، وسدد إلى الضابط نظرات دونها نظرات النسور وقال له (لتغادر المكان يا سيدي ولتشكر الله على أن ما حدث كان في بيتي).
ولم نشك لحظة في نتيجة هذا الحادث وما سوف يسفر عنه من قتل زميلنا الجديد. ونظرنا جميعا إليه وهو يغادر المنزل في وجوم معلنا استعداده لمقابلة سيلفيو في الوقت الذي يراه. وطبيعي الا يستمر اللعب بعد ذلك كثيراً لأننا انصرفنا واحدا بعد واحد لما رأيناه على مضيفنا من علائم الذهول والانفعال. ولم نكد نعود إلى معسكرنا حتى أخذنا نتحدث فيما سيؤول إليه هذا الحادث الفريد.
وفي صبيحة اليوم التالي عندما كنا نقوم بتمريننا العادي على ركوب الخيل تساءلنا هل مات الضابط أم لا يزال على قيد الحياة؟ ولكنه ظهر بيننا، فعجبنا للأمر وأمطرناه وابلا من الأسئلة، فأجابنا أنه لم يتلق دعوة ما إلى المبارزة من سيلفيو، وأسرعنا إلى زيارة الرجل