أيدي أتباع محمد: في ميدان الإسماعيلية، وفي شوارع الإسكندرية، وفي بلاد الشام، وفي مدن فلسطين، وفي الهند، وفي جاوة، وفي إيران، فأين تلك الأقلام تدون خبرها وتخلد ذكراها؟!
أين الشعراء وأين ملامحهم فيها، وهناك شيء ينطق الجماد بالشعر؟ أين القصصيون وأين ما وضعوا فيها من القصص، وهناك قد جلس الزمان يقص من أفعال هذا الشعب أعجب الأقاصيص؟ أين من في نفوسهم قرائح، أفلا تفيض اليوم بالبينات هذي القرائح؟ أين من بين أصابعهم أقلام. . . ألا تلتهب اليوم بالحماس هذي الأقلام؟!
أين كتاب العربية وشعراؤها وبلغاؤها؟!
يا خجلتاه غداً من كتاب التاريخ إذا جاءوا يترجمون لأديب فيقولون: لقد رأى أعظم بطولة بدت من بشر، وشاهد أجل الأحداث التي رآها الناس، ثم لم يكتب فيها حرفاً. . . لقد شغلته عنها شواغل الأيام، ومباهج الأحلام، وملذات الغرام!