وجاء في صفحة ٣٤:(وإن من أعظم الشقوة، وابعد من السعادة، ألا يزال يتذكر زلل المعلمين، ويتناسى سوء استماع المتعلمين) وأظن إن كلمة (من في قوله وابعد من السعادة زائدة أو واجبة التقديم على (أبعد)؛ وإذا حذفت على اعتبارها زائدة فلابد من جر (أبعد) بالعطف على أعظم.
وجاء في صفحة ٧٧:(قال أبو مازن وأرخى عينيه وفكيه ولسانه، ثم قال: سكران والله! أنا سكران). وقال الشارحان تعليقا على (قال) الثانية: كان يمكن أن يستغني عن قال هذه، والصواب في رأيي أن قال الأولى صحتها (مال) إذ لو حذفت قال الثانية لبقى الأشكال في ثم.
وجاء في صفحة ٨٩:(قد عرفت الرأس حق معرفته، وفهمت كسر إلا كسير على حقيقته) والصواب على ما أظن سر إلا كسير لا كسر إلا كسير. وفي الصفحة نفسها (وعرفت التنجيم والزجر والطرق والفكر) وقد فسر الشارحان كلمة الفكر بقولهما: يحتمل أنه يريد بالفكر هنا طرق التفكير، والذي أراه أن المراد بالفكر هنا هو قراءة أفكار الناس لا كيفية تفكيره هو، وهذا النوع هو الشائع الآن عند كثير من المتكهنين.
وجاء في صفحة ٩٠:(ولولا أن أكون سببا في تلف نفسك لعلمتك الساعة الشيء الذي بلغ بقارون) وفسر الشارحان بتلف النفس هنا بما قد ينشأ بتعلم هذا العلم من طغيانها وتمردها. وأقول إن المراد صعوبة تحمل هذا العلم لما ذكره بعد من عجائبه، تلك الصعوبة التي تقتضي بذل جهود مهلكة. وفي الصفحة نفسها فسر الشارحان (صنعة التلطيف) في قول الجاحظ: (ولكني سألقي عليك علم الإدراك، وسبك الرخام، وأسرار السيوف القلعية، وعقاقير السيوف اليمينية، وعمل الفرعوني، وصنعة التلطيف على وجهه). فسرا صنعة التلطيف بصنعة النقش والتزيين. والأظهر إن التلطيف عملية كيميائية كما جاء في طبعة ليدن. وما لا يعرف معناها بعد مراجعة كتاب الحيوان، فالغالب أن معناها التصعيد أي تأويل الجسام إلى غازات، أو تخفيف الكثيف وجعله رقيقا.
وجاء في صفحة ٩١:(ولست أرضاك ولو كنت فوق البنين، ولا أثق بك وإن كنت لا حقاً بالآباء، لأني (لم أبالغ) في محبتك)؛ والصواب في محنتك لا في محبتك؛ لأن عبارة (لم