(من قتل بالسيف فبالسيف يقتل) فقال: القتل أحب أليّ من اختلاف الأطباء، والنظر في الماء، ومقاساة الدواء والداء. فذكر ذلك للمنصور بعد قتل أبي مسلم، فقال: قد أبلغناه محبته. . .
قال المنصور للمهدي: ما أيدت بمن أيد به من كان قبلي، أيد معاوية بزياد، وأيد عبد الملك بالحجاج. فقال المهدي: قد أيدت بمن فوقهما. فقال تعني أبا مسلم؟ قال: نعم. قال: قد كان كذلك لكنه خيرنا بين إن نقتله أو يقتلنا فاخترنا قتله. . .
٦٩٧ - وعليه زينهم
في (تاريخ بغداد):
قال أبو بكر بن شاذان: سألت أبا الطيب محمد بن الحسين اللخمي أن يملي عليّ شيئا فأبى، ثم سألته فأجاب، فقلت له: أعطني ورقة. فقال لي: والورق من عندي؟! أكتب، وأنشدني هذه الأبيات:
رب، ما أقبح عندي عاشقا ... مستهاما يتفقّا سِمنا!
قلت من ذاك؟ أنا؟ فاستضحكت ... ثم قالت: من تراه؟ فأنا؟
قلت: زوريني فقالت: عجبا ... أنا والله إذن قاري مني
إذ يصلى وعليه زيتهم ... أنت تهواني وآتيك أنا؟!
٦٩٨ - إن اهتمامك بالمعروف معروف
قال عبد الأعلى بن حماد النرسي، قدمت على المتوكل بسر من رأى، فدخلت عليه يوما فقال لي: يا أبا يحيى، قد كنا هممنا لك بأمر، فتدافعت الأيام به، فقلت: يا أمير المؤمنين، سمعت مسلم ابن خالد المكي يقول: سمعت جعفر بن محمد يقول: من لم يشكر الهمة لم يشكر النعمة، وأنشدته:
لأشكرنك معروفا هممت به ... إن اهتمامك بالمعروف معروف
ولا ألومك إن لم يمضه قدر ... فالشيء بالقدر المحتوم مصروف
فجذب الدواة فكتبهما، ثم قال: ينجز لأبي يحيى ما كنا هممنا له به، وهو كذا، ويضعف لخبره هذا.