مجهول، ومتى يعرف هذا الناموس تصبح الغرائب حقائق لا علاقة لها بالسحر، لأن السر لا يخضع لنواميس الطبيعية.
وقد تكون هنالك نواميس نجهلها، ومع ذلك فهي تعمل عملها كل يوم أمام عيوننا.
وفى سنة١٧٧٠ كان الناس يسمون التنويم المغناطيس سحراً أي ضبط إنسان لحركات إنسان آخر وأعماله وهو يجهله تمام الجهلفلا يمكن أن يقال أن بينهما تواطؤاً وتدبيراً سابقاً.
ثم جاءت سنة١٧٧٨ فسموه بالمسمرزم وسلموا به جدلا وعلى كره منهم كما نسلم نحن الآن بالتليباتي أي انتقال الأفكاروننتظر ناموساً طبيعياً لتعليله، ولكن هذا الناموس لم يكشف بعد ونحن نسميه في هذه السنة، سنة١٩٣٤ بالهبنوتزم. فهل نستطيع أن نعلل بناموس طبيعي كيف يتمكن بعض الناس وفى أيديهم غصن من شجر البندق من أن يدلونا على ينابيع ماء تحت الأرض التي يقفون عليها وذلك بانحراف الغصن فجأة في أيديهم؟
وهل نستطيع كذلك أن نعلل تعليلاً طبيعياً حوادث شفاء المرضى والمفلوجين والمقعدين والمبتلين بسائر العلل في كهف لورد وتريبيه (في فر نسا) فان كنا لا نستطيع ذلك؟ وجب علينا الأيمان بالسحر ونبذ القول إننا نرفضه لأنه لا يعلل بناموس طبيعي نعرفه.
ثم ما هي هذه التي يسمونها حقائق علمية. أنا لا أعرف كثيراً منها، وإنما أعرف كثيرا من المذاهب والآراء العلمية. ففي أيام تلمذتنا كان من الأوليات أو البديهيات قولهم (إن الخط المستقيم هو أقصر مسافة بين نقطتين). ولكننا بعد مذهب آينشتين نعلم علمًا ليس بالظن أن ذلك ليس صحيحاً.
وكان من الحقائق العلمية في حداثتي أن أهل الكيمياء القديمة كانوا جهلاء وحمقى لأن القاعدة التي كانوا يبنون عليها تجاربهم وامتحاناتهم كانت فاسدة. فقد كانوا يقولون إن عناصر معدن من المعادن يمكن تحويلها إلى عناصر أخرى يركب منها معدن آخر. وعليه استدلوا أنه يمكن تحويل معدن ما ذهباً أو فضة باستعمال الوصفة الصحيحة لذلك. وبالفعل استحدثوا الذهب من النحاس، ولكن نفقات التجربة كانت اعظم من الانتفاع بها عمليا كما أن استقطار الزيت من الفحم كان إلى عهد قريب عظيم النفقة بحيث لا يمكن استخدامه تجارياً.
وبعد ما تقدمت في السن وجد العلماء أن تحويل المعادن بعضها إلى بعض حقيقة علمية كما