الجامعات، ولا يحسب الفرق بينها جميعاً إلا كما يحسب الفرق ألان بين كلية الطب والزراعة أو كلية الآداب.
ويومئذ يجد العالم الأزهري مكانه من وظائف الحكومة كما يجد الطبيب والمهندس والضابط أمكنتهم في كل ديوان يحتاج إليهم، ومن لم تتسع لهم الدواوين فشأنهم في ذلك شأن المتعلمين العاملين في الحياة الخارجية، لأنها تتسع لهم وتزداد سعة كلما شاعت المعرفة وتشعبت منادح التثقيف والاطلاع. ويحق للعالم الذي تفتقر مباحثه إلى التشجيع الحكومي، ولا تقوم على إقبال الشعب وحده أن يعتمد على المرتبات والمكافئات التي رصدت في الأوقاف للعلماء الأزهريين من قبل النظام الحديث.
ويبدو لنا أن الجامعة الأزهرية لم تلقى في طريقها عقبة تزعج أبناءها إذا زالت الثنائية من التعليم، وقام التعليم فيها على إخراج أناس تحتاج الأمة إليهم، ولا يكون قصارهم من السعي أن يحتاجوا إلى الأمة في تدبير سبل المعاش.