وصفاً سافراً العلاقات الجنسية بين الرجل والمرآة. والواقع أن رغبته الجامحة في أن يكتب لجمهرة القراء قصصاً تكشف بوضوح عن انحسار العاطفة وفيضها كان بليغ الأذى بعيد الضرر.
ولقد قصر لورنس نفسه في مستهل حياته الأدبية على وصف ذلك اللون من ألوان الحياة الذي يدور على حياة المعدنين المضطربة التعسة، ونفوسهم الحزينة الكسيرة، وآمالهم المحطمة الذابلة. ولقد وفق لورنس في هذه الناحية توفيقاً بعيداً، وأجاد أجاده كبيرة لا تتوفر إلا فيمن خبروا مثله صنوف الألم ومتاعب الحياة في مهد الصبا وميعت الشباب.
فلما تألق اسمه في سماء الأدب حين حظيت قصته الطويلة (الطاووس) بالرواج والذيوع، ترك هذا اللون من ألوان القصص إلى غيره مما لم يستكشف من قبل، وما أتينا على ذكره حين عرضنا لفلسفته. فلما كانت قصته الطويلة (عشيق ليدي تشاترلي)، لم يجد بداً من أن يشد رحاله بعيداً عن إنجلترا حيث اغضب الرأي العام، وابتدأ تجواله في طول الأرض وعرضها، فزار فرنسا وإيطاليا وألمانيا، واستقر به المطاف في المكسيك.
وهناك عاش ناعم الحال رضى البال يحيا لفلسفته ويعيش على كتبه، وهناك أيضاً خبر الحياة البدائية الطبيعية البعيدة عن أدران المادية والمدنية.
وصفوة القول أن لورنس كاتب شاعري النزعة يحتل مكانه في عالم الأدب بجانب أميلي بمرونتي، وتوماس هاردي وغيرهما من الكتاب الذين حاولوا أن يفهموا الحياة ككل، فلم يعرضوا لها من جانب واحد يقتلونه دراسة وبحثاً. ولئن كان لورنس قد تنكب جادة الصواب في بعض الأحيان، فله بعض العذر إذ عاش عيشة مضطربة قاسية أملت عليه ما أذاعه للرأي العام.
ومهما يكن منشيء فللورنس على القصة فضل كبير، إذ أدخل عليها الجرأة في التفكير والصراحة في التعبير.