في الآية - ٢٦٩ - من سورة البقرة (يؤتى الحكمة من يشاء ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيراً كثيراً وما يذكر إلا ألوا الألباب).
ومرة يعقد سورة باسم حكيم من الحكماء وهو لقمان بن باعورار الحكيم القديم، وقد ذكر الله في هذه السورة ممتناً ما آتاه من الحكمة، فقال في الآية - ١٢ - من آياتها (ولقد أتينا لقمان الحكمة أن اشكر لله ومن يشكر فإنما يشكر لنفسه ومن كفر فإن الله غني حميد).
ومرة يجعل الحكمة مما تفضل به على بعض أنبيائه، فيذكر أنه تفضل بها على إبراهيم وآله، في الآية - ٥٤ - من سورة النساء (أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم ملكا عظيما).
ويذكر أنه تفضل بها على داود، في الآية - ٢٠ - من سورة ص (وشددنا ملكه وآتينا الحكمة وفصل الخطاب).
ويذكر أنه تفضل بها على عيسى ابن مريم في آيات كثيرة، فيقول في الآية - ٤٨ - من سورة آل عمران (ويعلمه الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل) ويقول في الآية - ١١٠ - من سورة المائدة (إذ قال يا عيسى ابن مريم اذكر نعمتي عليك وعلى والدتك إذ أيدتك بروح القدس تكلم الناس في المهد وكهلا وأذ علمتك الكتاب والحكمة) الآية.
ويذكر أنه تفضل بها على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وأنه بعثه في أمة أمية لينقلها بتعليم الدين والحكمة، من الأمية إلى العلم، ومن البداوة إلى الحضارة، فيقول في الآية - ١٢٩ - من سورة البقرة (ربنا وابعث فيهم رسولا منهم، يتلو عليهم آياتك، ويعلمهم الكتاب والحكمة، ويزكيهم، إنك أنت العزيز الحكيم) ويقول في الآية - ١٦٤ - من سورة آل عمران (لقد من الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولا من أنفسهم، يتلو عليه آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة، وإن كان من قبل لفي ضلال مبين)، ويقول في الآية - ٢ - من سورة الجمعة (هو الذي بعث في الأميين رسولا، منهم يتلو عليهم آياته، ويزكيهم، ويعلمهم الكتاب والحكمة، وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين، وقد جاء بعد هذه الآية أية لها شأن نبينه فيما يأتي، وهي قوله تعالى (وآخرين منهم لما يلحقوا بهم، وهو العزيز الحكيم)
وقد اضطرب المفسرون في بيان معنى الحكمة اضطراباً كبيراً، فذهب فريق منهم إلى أن المراد بها السنة، وهي ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم. وذهب فريق منهم إلى أن