في (شذرات الذهب): قال أبن حجر: كان علاء الدين على بن نجم الدين - رئيس الأطباء بالديار المصرية - فاضلا مفتنا، وكان ذا حدس صائب جدا، يحفظ عنه المصريون أشياء كثيرة، وكان له مال قدر خمسة آلاف دينار قد أفرده للقرض، فكان يقرض من يحتاج من غير استفضال بل ابتغاء الثواب. قال المقريزي: كان يصف الدواء للموسر بأربعين ألفا، ويصف الدواء في ذلك الداء بعينه للمعسر بفلس.
٧١١ ـ فعند بسط الموالي يحفظ الأدب
قال الحسن بن وهب لرجل رآه يعبس عند الشراب: ما أنصفتها، تضحك في وجهك، وتعبس في وجهها!
إذا ذاقها وهي الحياة رأيته ... يعبس تعبيس المقدم للقتل
وقد أحسن الشيخ صدر الدين حيث قال:
إذا أقطب وجهي حين تبسم لي ... فعند بسط الموالي يحفظ الأدب
٧١٢ - السكر، السكران
السكر مازال معه العقل حتى لا يفرق بين السماء والأرض، ولا بين الطول والعرض.
وقيل هو أن يجمع بين اضطراب الكلام فهما وافهما، وبين اضطراب الحركة مشيا وقياما.
ويحكي أنه لما جلس أبو بكر محمد بن أبي داود الأصفهاني الظاهري بعد أبيه يفتى استصغره فدسوا أليه رجلا وقالوا له سله متى يكون الرجل سكران؛ فسأله الرجل فقال: إذا عرت عنه الهموم، وباح بسره المكتوم. فعلم بهذا الجواب موضعه من العلم. قيل للأمام أحمد بن حبل بماذا يعلم الرجل أنه سكران؟ فقال: إذا لم يعرف ثوبه من ثوب غيره. ونعله من نعل غيره.