للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

المجموعة على اثنتي عشرة أقصوصة، وقد صدرها المؤلف ببحث مختصر مفيد عن الرواية والأقصوصة يؤلف مع الفصل الذي احتوى عليه كتاب (فنون الأدب) عن القصة والمسرحية تأليف (هـ. ب تشارلتن) وتعريب الأستاذ زكي نجيب محمود. والفصل الذي كتبه الأستاذ محمود تيمور عن (فن القصص). . . كل ما تحويه المكتبة العربية تقريبا عن هذا الباب الضخم من أبواب الأدب: باب القصة!

من هذه المجموعة أقصوصة طويلة بعنوان (وسوسة الشيطان) تستغرق أكثر من ثلاثين صفحة، وهي الأقصوصة الرئيسية في المجموعة. . . وهذه هي الأقصوصة الفذة البارعة في المجموعة، وفي أعمال المؤلف كلها منذ أن أخذ يكتب وينشر. أما بقية المجموعة فشيء عادي فيه الخطأ وفيه الصواب، وبعضها تبدو فيه العجلة التي لا تغتفر لمن يملك أن يخرج مثل هذه الأقصوصة الرئيسية!

وهذه الأقصوصة التي هي فاجأتني مفاجأة تامة، جعلتني أعاود النظر في كل ما قرأته للمؤلف، لعلني أكون قد أخطأت في تقديري أول الأمر، أو لعل بعض كتبه التي لم أكن قرأتها توحي بهذه الوثبة الواسعة!

ثم عدت بعد هذا كله مقتنعا بأنها وثبة واسعة، ومفاجأة كاملة! وقادتني هذه المفاجأة إلى أن أراجع كل ما تحويه مكتبتي من الأقاصيص المؤلفة باللغة العربية - وهي تكاد تشمل كل ما تحويه المكتبة العربية في هذا الباب فوجدت هذه الأقصوصة تقف وحدها متفردة بين هذا الحشد من الأقاصيص.

وأردت أن أتابع الموازنة، فعدت إلى ما تحويه مكتبتي من الأقاصيص المترجمة - وهي تكاد تشمل كذلك كل ما نقل إلى اللغة العربية - فوجدت هذه الأقصوصة تقف رافعة الرأس مع أعظم ما أعجبت به في هذه المجموعة. . . ترتفع على معظمه، وتساوي أقله، وتنحني أمام عدد صغير جداً لا يبلغ عشرة أقاصيص من حوالي المائتين!

تصور هذه الأقصوصة تجربة نفسية كاملة للخطيئة. وهي تمثل - مع استقلالها وأصالتها - صراع كل (بافنوس) أمام (تاييس) وكل (عبد الرحمن القس) أمام (سلامة)، بل صراع كل (آدم) أمام فتنة الفاكهة المحرمة. وهي تصور هذا الصراع باللمسة الهينة، والإيماءة القصيرة، واللفظة الموحية، والحركة المعبرة، وتلم في الطريق بكل خلجة وكل خاطرة

<<  <  ج:
ص:  >  >>