للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

عن المستنقعات!. . أتشك في حسن صوتي. أأغني لك (أيها الراقدون) أم (أضحى التنائي)!

قلت: ما هذا الذي تقولينه أيتها الفتاة؟. . . نحن لم نعتد أن نرى فتياتنا يتركن بيوتهن ليطرقن دور الفن، فالمطربة عندنا تكتشف صدفة أن صوتها جميل. . . هلا أطلعتني على حقيقة أمرك؟. . أفصحي القول، واسردي عليّ قصتك. . .

ارتبكت سلمى، وامتقع وجهها، وطأطأت رأسها قليلا، وروت لي مأساتها، ومفاد هذه المأساة أن قلبها مال إلى شاب من شباب الحي لكن أهلها منعوها من الاتصال به، وهددوها بالضرب والقتل إن هي حاولت التحدث إليه، ودعوها مرة لتقدم القهوة إلى ضيوف أبيها، وإذا بالضيوف أطباء جاءوا ليفحصوها، ولما تبين لأهلها أنها عذراء زوجوها من أبن عمها الذي تكرهه، وكان عاجزا في حياته الجنسية، والتحق بالجيش بعد شهر من زواجه، فأحب الفتاة أن تنفصل عنه، وقدمت شكواها إلى المحكمة الكنسية، فحولت هذه أوراق القضية إلى روما، وانقضت ثلاث سنوات والفتاة تنتظر النتيجة، فكانت مقيدة بزوج لا تشعر بكيانه، وكان أهلها يدفعونها إلى الخدمة في البيوت لتعول نفسها، وكانوا يهينونها، ويسمعونها لاذع الكلام، فضاقت ذرعا بهذه الحياة، وعقدت النية على أن تفر إلى المدينة لتمتهن التمثيل علها تأخذ فيه دور المآسي!. . ولتحترف الغناء علها تبث فيه ما في نفسها من لوعة وألم!. . .

استمعت إلى مأساة سلمى، ثم أقنعتها بضرورة العودة إلى ذويها. . . وبعد مضي سنة علمت أنها فرت ثانية من بيت أبيها، وأحبت شابا مسلما وسألته أن يتزوجها.

فقال لها - لكنني أريد أن تعتنقي الدين الإسلامي؟

قالت - أسلمت!. . .

قال - ولا أريدك أن تكوني سافرة.

قالت - سأتشح بالسواد من أجلك. .

قال - ولا أريدك أن تخرجي من البيت.

قالت - لن أخرج من البيت إلا إلى مثواي الأخير!. .

وأعلنت إسلامها في الجريدة الرسمية، وانزوت في بيتها الجديد. . . فقد مثلت دورها. .

<<  <  ج:
ص:  >  >>