للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

تقديمه على سبيل الإعارة.

وقد كلفت الوزارة مندوبها الدكتور إبراهيم جمعة مدير قسم المتاحف والمعارض الثقافية بالاتصال بعزتكم في هذا الشأن رجاء التكريم بإعارتنا ما يمكن تقديمه في موعد غايته يوم السبت ٢٧ أبريل سنة ١٩٤٦

(مراقب الثقافة العامة) محمد عبد الواحد خلاف

(وكيل المعارف) محمد شفيق غربال

(تاج المرأة) على مسرح دار الأوبرا الملكية

ما ألذ ساعة يقضيها الإنسان في دار التمثيل يشاهد صورة حية من صور المجتمع، ينقلها بوضعها الصحيح، ووقائعها المحسوسة الملموسة، ممثلون كأنهم أصحاب الصورة في إبراز الشعور وفي أداء الأغراض التي رمى إليها المؤلف في الابتداع، وفي تقسيم الفصول، وفي التفنن في التمهيد لكل حدث يقع، ولكل كلمة تلمح إلى ما يليها، والنكتة المضحكة وما يتبعها من لذعة مؤلمة، وأين تقع العقدة وأين ومتى يحلها وفق ما هو مفروض لمثله الأعلى الذي تصوره في ذهنه قبل خلق روايته.

ما أحلى تلك الساعة وما أشهاها لنفس تعلم جيدا أن التمثيل سيبقى أبد الدهر برغم مزاحمة السينما له ودفعها إياه بمناكبها الجبارة من طريقها، وأن بقاءه منوط بالحياة ذاتها، والاستمتاع بها نفسها، عن طريق المشاهدة والسمع، بانتشار العلم بين جميع الأوساط، وذيوع الثقافة الفنية، والإحساس الواعي بفتنة الفن وسحره.

ما أحلاها ساعة يرى فيها نصير التمثيل أينما تلفت مقاعد دار الأوبرا ومقاصيرها وشرفاتها حافلة بأيقاظ الذهن والروح والشعور يطمئنون دعاة الأدب والفن على أن البلد بخير وعافية، وأن نهضته صحيحة سليمة، وأنهم يتلقفون صور الحياة، ناطقة بالحياة، حبا للحياة.

بل ما أحلى أن يعي جيدا، ويدرك جيدا، ويعمل جيدا أولئك المشرفون على إبراز التمثيل إلى عالم الواقع، إن من أقدس واجباتهم، وأسمى غاياتهم إظهار ثقافة الأمة على حقيقتها، والأخذ بيد هذه الأمة لتتوقل معها مدارج الصعود، وأن هذا ميسور لها إذا قدرت أن مذهب

<<  <  ج:
ص:  >  >>