للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

كما في عيون الأخبار لأنها مبدأ كلام صاحب البيت الذي يطلب إلى الضيوف سماعه.

وجاء في صفحة ٥٤: (قلت له فلم لا يتخذ موضع (مذار) من بعض (دقاق) أرضه فيذري لكم الأرز؟ ثم يكون الخيار في يده، إن أراد أن يعجل عليكم الطعام أطعمكم الفرد، أو إن أحب أن يتأنى ليطعمكم الجوهري). وقال الشارحان: إن العبارة غير مستقيمة في جميع النسخ، ثم تكلفاً في تفسير الفرد والجوهري تكلفاً ظاهراً. وأرى أن عبارة الجاحظ محرفة، ولعل أصلها: (فلم لا يتخذ موضع مذر في بعض رقاق أرضه فيذري الخ وكلمة (الفرد) أصلها العرض، والجوهري أصلها الجوهر. ويكون المراد: فقلت له: لماذا لا يعمد إلى بعض عماله فيكون هو المذري لأرزه، وتكون التذرية على أرض رقاق أي لينة متربة. وما نتج من التذرية سيكون بالطبع أرزاً، ثم عصفاً، فعبر عن الأرز بالجوهر، وعن العصف والكسارة بالعرض. فإن كان الضيوف مستعجلين صنع لهم العرض خبزاً، وإن انتظروا صنعه لهم الجوهر. وهذه الفكرة الخبيثة قد استعاذ الخاطب بالله منها أن يحاذيها ذلك الضيف البخيل.

وجاء في صفحة ٨٠: (فتذاكروا الزيت وفضل ما بينه وبين السمن، وفضل ما بين الأنفاق وزيت الماء) ولعل (الأنفاق) محرفة عن (الأنفاط) وهي الأنواع المختلفة من النفط وهو الزيت الحجري. ولعل مراده بزيت الماء زيوت الأزهار التي تستقر بالأنبيق، فكأنهم فاضلوا بين السمن وزيت الطعام، وجرهم هذا إلى الكلام في أنواع الزيوت الأخرى، من معدنية ومائية.

وجاء في صفحة ٩٥: (ولقد وهب لرجل ألف بعير، فلما رآها تزدحم في الهوادي قال: أشهد أنك نبي) وقد فسر الشارحان الهوادي تفسيراً غير مفهوم، والأقرب أن تكون (المرادي) جمع مرداء، وهي الأرض الفضاء لا نبت فيها، والازدحام فيها مفهوم بلا عناء.

وجاء في صفحة ١٧٢: (ولأن الحوائج تنقضّ) والصواب تقتضي. وجاء في الصفحة نفسها قوله: (قلت له فإذا أتيت رجلاً في أمر لم تتقدم بمسألة، كيف يكون جوابه لك؟) وصواب (أتيت) أنبت؛ لأن هذا البخيل قال لسائله إنه مستعد لا للإعطاء بل لتأنيب من يشاء أن يؤنبه هذا البخيل لمصلحته، سواء أكان من يقع عليه التأنيب هو من يسأل هذا البخيل غداً رد جميلة بإعطائه الغير مقابل هذا الجميل، أم كان من يقع عليه التأنيب

<<  <  ج:
ص:  >  >>