ولكن هناك تحريفاً آخر في كلمة (دلوج) فإنها بالديوان (قليب) وأن (تهنأ) في البيت الأول أصلها (فينا) وأن (خيمة) و (نسيجها) و (ترقع) في البيت الثاني أصلها (جفنة) و (نشيجها) و (ترفع). وقد أرسل إلى كتاب الطرائف الأدبية وفيه هذه التصحيحات بصفحة ١٩ فشكرته على فضله، وطلبت إلى حضرة مراقب المجمع إعادة الكتاب إليه. ومن رأيي أن (فينا) لا بد أن تكون هي الصحيحة دون (تهنأ)، وأما (جفنة) بدل (خيمة) في البيت الثاني فمحل نظر؛ وأن (نشيجها) لا بد أن يكون أصلها (نشيشها). وهذا التصحيح قد يجعلني أعدل عن تصوير حالة المذانب عند الدلوج وأن أقول أنه يستعمل (الوذم) في معنى رشاء البئر. أي أن استخراج ما في القدر بواسطة هذه المذانب يصور دلاء تنزع من القليب برشائها وهي صورة جيدة لا بأس بها.
وجاء في صفحة ٢٠٧: (وقال الأعشى:
المشرف العَود فأكنافه ... ما بين حمران فينصوب
ومن رأيي أنها العود بالضم لا بالفتح، وهو كناية عن ارتفاع قامته مادياً أو ارتفاع هامته معنوياً، والثاني هو المقصود طبعاً.
وجاء في صفحة ٢٢٠:
ونار كسحر العّود يرفع ضوءها ... مع الليل هبات الرياح الصوارد
والصحيح أنها كسحر العود، أي حمراء كرئة البعير. ولو جاز أن يكون الأصل كما هنا لكان الكلام تافهاً؛ لأن النار دائماً هي سجر العيدان ضؤل خشبها أو جزل.