الجوهرية مثل (شيخ يقرأ) ولا ينجح إذا انقلب الاقتصاد إلى قصور في التعبير مثل (فناء العزبة).
وقد خطا الأستاذ أحمد شاكر خطوة موفقة في صوره الوجهية (المصور: مدام نجاتي بك) وبقى أن يعمل للوصول إلى المستوى نفسه في المناظر الطبيعية. وينطبق القول نفسه على الأستاذ عزت إبراهيم.
وفي المعرض أكثر من صورة تمثل الأمومة، وأحسنها وأقواها صورة الأستاذ إدوار رزق الله، وما من ناقد يستطيع أن ينكر على الآنسة مرجريت نخلة قدرتها التعبيرية، ولكن النهج الذي تؤثره في الأداء يغلب عليه طابع (الكاريكاتور). وأعتقد أن الأستاذ جمال الدين سجيني رساماً أكثر منه مثالاً.
وتمتاز صور الآنسة جينان جاكلين، بشيء من الشاعرية، والعاطفة الشابة، وإحساس بالنور يبدو على أتمه وأقواه في (في الجزيرة)؛ ولكن الأداء يخونها أحياناً. وتدل معروضات الآنستين بثينة أحمد وعائشة عبد العال على روح فنية لم يكتمل نضجها بعد، ولكنها سليمة، كما أن الآنسة تحية وهبة لم تبذل كل ما كان يمكنها أن تبذله من مجهود.
ومما يلفت النظر أن خصائص الروح المصرية ممثلة تمثيلاً ملحوظاً في التماثيل المعروضة هذا العام. ويكفي أن نذكر تمثال (العمدة) للأستاذ عبد الحميد حمدي وهو يمثل الطيبة والسذاجة التي تكاد تصل إلى حد البلاهة، و (رأس شيخ) له أيضاً، و (عامل) للأستاذ ميشيل جرجس، وهو يمثل الطيبة والخشونة وقوة الاحتمال. ومن أبرز المثالين هذا العام الأستاذ ناتان أبسخيرون، وحسبه تمثاله الرائع (أحلام). وللأستاذ حلمي يوسف تمثال جيد للمرحوم أحمد ماهر باشا.
وقد عرضت الآنسة عايدة عبد الكريم - وهي ما تزال طالبة - عدة تماثيل تمتاز بالحيوية والنضوج. وما من شك في أن هذه الفتاة ينتظرها مستقبل باهر في النحت؛ فهي واسعة الأفق، قديرة على التنويع، خبيرة بالعواطف النفسية وتجيد التعبير عنها.
والمعرض في مجموعه جدير بالدراسة والتأمل، وفيه فرصة متاحة للجميع للمتعة الذوقية الرفيعة.