للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقد قلت عن (الآنسة إحسان خليل) لعامين خليا في مجلة الرسالة: (إن هذه الفتاة فنانة حتى أطراف أناملها. والذي يتأمل المناظر الطبيعية التي رسمتها يحس أنها تتناول الفرشة بقلبها الرقيق لا بأصابع يديها). وصورها هذا العام تعبر بجلاء عن شاعريتها وروحها الصوفية الرقيقة، ففيها صلاة وعبادة للطبيعة، وفيها نفاذ إلى روح المنظر، وفيها موسيقى تراها العين ويحسها القلب، كما أنها توحي بالسلام والاطمئنان اللذين نحسهما عندما نخرج من أسر النفس، ونرتفع عن مستواها لنندمج في الكون الكبير.

والأستاذ عز الدين حمودة رسام أنيق ودقيق في اختيار موضوعاته: (مدام سول، في أحلام الترف، شرقية) وهو موفق في الأداء، وصورة جياشة بالمعاني النفسية. ولعل حسن اختياره لموضوعات صورة، وكلها صور سيدات، هو سر توفيقه. غير أني أحس أنه غير موفق كثيراً في (في أحلام الترف) ويبدو هذا بجلاء عندما نقارن هذه الصورة بصورة سعيد بك: (زبيدة) ففي الأخيرة تكاد كل ذرة تعبر عن (أحلام اللحم) كما أن المشاهد يحس على الأثر أن للصورة روحا، وهذا لا يتوفر في صورة حموده.

والأستاذ منير شريف موفق جداً في التعبير عن إحساسه بمناظر البحر، وهو يؤدي إحساسه هذا ببساطة وخلو من التعقيد ودون لجوء إلى التزويق والمحسنات. وسر نجاحه أن الأداء عنده طريق ممهد سهل للوصول إلى عاطفته ومشاركته فيها.

وتطغى الروح الأكاديمية على معروضات جماعة الدعاية الفنية (وقوامها الأساتذة حبيب جورجي، شفيق رزق، نجيب أسعد، الآنسة صوفي جرجس) ولكنهم ينسجون على منوال واحد في التعبير. ومن الصعب جداً تمييز أعمال أي منهم من أعمال بقية الجماعة، وجانب الصنعة عندهم يطغى على جانب الإحساس وإن كانت الصنعة نفسها لا تمتاز بالقوة أو المهارة. وتنطبق هذه الأقوال على مدرسي الفن في المدارس والمعاهد ومنهم الأساتذة عبد العزيز درويش، وسند بسطاً، وكامل مصطفى محمد (ونشهد له بالنجاح في صوره الوجهية: الآنسة كوليت، جارتي) وصدقي الجباخنجي ورمزي السيد مصطفى إلى حد ما. فهل نستنتج من هذا أن ممارسة الفن كمهنة يقتل الموهبة ويذهب بحيويتها؟؟

وللأستاذ يوسف كامل صور وجهية لا بأس بها (نصري. عبد القدوس). والأستاذ طويل ريمي يقتصد جداً في الأداء فينجح إذا كان الاقتصاد اقتصاراً على التعبير على الخصائص

<<  <  ج:
ص:  >  >>