للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

سنوات من زمن الإعداد الديني واللغوي، لأن المعاهد الدينية الابتدائية إنما تستقبل داخليها وهم في سن الثانية عشر، وهي السن التي ينتهي فيها الصبي من الدراسة الابتدائية العامة دون أن يأخذ من زمن الدراسة الأزهرية وقتاً كثر أو قل، وإنما تكون مداركه وملكاته قد تهيأت لحفظ القران في مدى السنوات الثانوية الخمس أو الست عن رغبة وفهم. ومن الذي يمنع مشيخة الأزهر أن تجعل حفظ القرآن فرضاً على كل طالب في كل سنة من سني الدراسة في المدرس الثانوية الأزهرية وأمرها في يديها، وإعدادها منها واليها؟

٢ - إن المعاهد الدينية التي نقترح جعلها مدارس ثانوية بالمعنى الرسمي المعروف ستظل بالطبع تابعة للأزهر خاضعة لإدارته، فله إذا شاء أن يزيدها سنة أو أكثر، وأن يبدأ الدراسة الدينية واللغوية من سنتها الأولى، على شرط أن يحافظ على مواد الثقافة العامة المقررة في برنامج الوزارة من لغات وآداب وعلوم ورياضة، وأن يتقدم طلابها المنتهون إلى امتحان التوجيهية العام، ليكون لهم ما لسائر إخوانهم من ميزة الشهادة الرسمية، ولتفتح لهم أبواب الوظائف التي أجملناها في الاقتراح لحاملي الشهادة الثانوية. وإذن تكون مدة الدراسة الدينية واللغوية اثنتي عشرة سنة لا ستاً كما ظن الأستاذ.

٣ - لا خوف من طغيان المواد المدنية على المواد الدينية في الدرس والتحصيل ما دام الوقت متسعاً، والأستاذ كفؤاً، والكتاب مهذباً، والمنهاج مستقيما، وتوزيع المواد دقيقاً، والإدارة حازمة، والمراقبة يقظى؛ فإن الوقت إذا أحسن استخدامه اتسع ضيقه، والكتاب إذا حذف فضوله قصر طوله.

٤ - من المحال أن ينصرف التلاميذ عن المدارس الثانوية الأزهرية؛ لأن الاقتراح يقصر وظائف تدريس الدين واللغة والأدب في جميع مدارس الدولة والأمة على الأزهر، فإذا أضيف إلى ذلك وظائف التحرير والترجمة ومهنتا الصحافة والتمثيل، كان الراغب في ممارسة أمر من هذه الأمور محتوماً عليه أن يدخل الأزهر لأنه لا يستطيع بلوغه إلا عن طريقه.

وجملة الأمر أن الاقتراح يرمي إلى تجديد الأزهر وتوحيد التعليم على الوجه الذي يحفظ للأزهر طابعه وللأمة وحدتها. فإذا تجاذب الباحثون أطراف الرأي في حدود هاذين الغرضين، استبان الطريق، واتحدت الوجهة، وتلاقوا جميعاً عند الغاية المقصودة لا محالة!

<<  <  ج:
ص:  >  >>