مشكله، فقد يجدان لوناً آخر من العلاج يكون فيه للأزهر الشفاء والعافية فيوافيان به القراء إن شاء الله.
اتفقت كلمة الأستاذين على أن غاية الأزهر أن يفقه الناس في الدين وفيما تفرع من أصوله من شتى العلوم؛ وأن سبيله إلي هذه الغاية أن يعلم اللغة وما اتصل بآدابها من مختلف الفنون. فالدين واللغة هما علة وجوده، وجوهر علمه، وثمرة عمله؛ وأنه لهذا ولكونه أقدم جامعة في العالم بأسره تكون الأمة ذات الشأن الأول فيه حقيقة بأن تحافظ عليه وتستديم بقاءه وازدهاره.
واستشرف القاري، وأذن لما يرد بعد هذا القول لعله يسمع رأياً نافعاً، أو يرى علاجاً ناجعاً، يطب الأزهر فيشفى داءه، ويرجع إليه العافية ويكفل بقاءه، حتى يرى الأزهر قد تشامخ بناؤه، وعمر فناؤه، وصفت سماؤه، وطاب ورده وماؤه، وحي أمله وقوى رجاؤه، وازدحمت بالوافدين عليه لطلب العلم أرجاؤه، وتجاوبت بالعلم في جوانبه أصداؤه.
ولكننا لم نجد بعد البيان الذي مهداه، والقول الذي قدماه، سوى سهام تصوب، وسنان تحرَّب، وقد شمر الراميان عن ساعديهما، وكشفا عن ساقيهما ينتضلان، والأزهر بينهما كدريئة تتنائل إليها السهام، تارة من عن اليمين ومرة من الأمام، مسددين إليه الرماية، يرميان جاهدين إلى غاية!
أما الغاية فهي:
١ - أن يلغى التعليم الابتدائي من جميع المعاهد الدينية ليلقى بمقاليده إلى وزارة المعارف تلزمه وتقسمه وتعممه على الوجه الذي تراه، وذلك تراه، وذلك بدء الوحدة الثقافية بين أبناء الأمة.
٢ - أن تجعل المعاهد الدينية في القاهرة وفي الأقاليم مدارس ثانوية يدخلها حاملو الشهادة الابتدائية العامة وتعلم فيها اللغات والرياضيات والآداب والعلوم على منهج وزارة المعارف. وفي أول السنة الثالثة منها يتجه طلابها اتجاهين على حسب مرادهم واستعدادهم: إما اتجاهاً إلى الدين وعلومه، وإما اتجاهاً إلى اللغة وفنونها. . .
٣ - أن يقتصر في التعليم الجامعي في الأزهر على كليتين اثنتين: كلية أصول الدين وتندمج فيها كلية الشريعة، وكلية اللغة وتندمج فيها كلية اللغة العربية ودار العلوم وقسم