اللغة العربية من كلية الآداب بجامعتي فؤاد وفاروق، ويشترك الكليتان في الدراسة العميقة للغتين العربية والإفرنجية، كما تنفرد كلية الدين بتاريخ الأديان السماوية والأرضية. . .
ويقول الأستاذ العقاد: إنه لا يرى من جانبه ما يخالف فيه الأستاذ الزيات قبل الدخول في التفصيلات التي تعرض عند البحث في تقسيم الكليات، وفي مدة التعليم التي يحتاج إليها الطالب الجامعي في كل منها.
والمهم عنده أن ينتهي التقسيم إلى نظام واحد في التعليم فلا يبقى للثنائية أثر بين كليات الجامعة الأزهرية وغيرها من الجامعات، ولا يحسب الفرق بينها جميعاً إلا كما يحسب الفرق الآن بين كلية الطب وكلية الزراعة أو كلية الآداب. .؟
فالهدف الذي يرميان نحوه، وبيت القصيد عندهما هو تحقيق الوحدة الثقافية بين أبناء الأمة، أو كما يقول الأستاذ العقاد: ألا يبقى للثنائية أثر بين كليات الجامعة الأزهرية وغيرها من الجامعات؛ وتوحيد الثقافة أو إبطال الثنائية في التعليم لا يتم في رأيهما إلا إذا ألغي نظام التعليم في المعاهد الابتدائية التابعة للأزهر وحولت المعاهد الثانوية إلى مدارس ثانوية كنظام وزارة المعارف على النحو الذي رسمه قلم الأستاذ. فإذا رضى الأزهر أن يترك ست سنوات وهي نصف المدة المقررة لتأهيل الطالب لنيل الشهادة العالية (إذا ساعده الحظ ولم يرسب في أثناء الطلب مرتين أو ثلاثاً) وإذا تجاوز أيضا عن ست سنوات أخرى يقضيها الراغب في دخول المعاهد الدينية في حفظ القرآن الكريم وتبع ذلك أن يتجاوز عن اشتراط حفظ القرآن في قبول الطالب بالمعاهد الأزهرية، لأن القرآن لم تبق له أهمية، ولم يعد ذا صلة بالعقيدة الإسلامية والأحكام الشرعية؛ إذا تجاوز الأزهر عن هذا طوعاً أو كرهاً، ورضى أن يجب تصفه وتدق رأسه، كان الأزهر جديراً بالحياة حرياً بالبقاء: فيحتفظ بقديمه؟! ويشارك في جديد الناس، ويساهم في شركة المدنية. وحينئذ يصير الطالب الأزهري جديراً بأن يكون عالماً حقاً، وأن تفتح له أبواب السماء فيجد مكانه من وظائف الحكومة كما يجد الطبيب والمهندس والضابط أمكنتهم في كل ديوان يحتاج إليهم!
يقولون لا تبعد وهم يدفنونه ... ولا بعد إلا ما توارى الصفائح
أما إذا ظل الأزهر على تعصبه كما هي عادته، وأبى له جموده أن يتنازل عن وجوده، فإنه يكون غير صالح للبقاء وليس أهلاً للحياة؛ لأنه غير قادر على مسايرة الزمن فيجب أن