للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

هؤلاء جميعاً أدعوهم لمراجعة الوصف الطلي الذي قدمه الأستاذ توفيق الحكيم عن يوم الجلاء في سورية، بعد الانقلاب العظيم

كم هم كثيرون. . . أولئك الذين حجب الاحتلال الطويل لبلادهم ذلك النور عن عيونهم، فتركهم لا يتطلعون إلا إلى وهج الغرب المستعمر الذي يعشي الأعصاب والعيون.

وكم نحن في حاجة إلى (سحر الجلاء) ليجلو الغشاوة عن هذه العيون، فتبصر النور القريب. النور الذي يشع من داخل نفوسهم هم، وهم به لا يشعرون!

إنني فرح بهذا الانقلاب في شعور الأستاذ توفيق الحكيم، فليعذرني إذا أنا تجاوزت معه أسلوبي المعهود!

وبعد فما أحرى هذا الانقلاب أن يزيد كلمة (الجلاء) في أنفسنا إعزازاً، وأن يزيدنا عليها إصراراً. فهذا الجلاء في سورية هو الذي سحر أحد عشاق فرنسا المعجبين المتحمسين، فجعله يرسل حماره ليشيع المحتل الراحل بما يناسب المقام!

وليس هو بالمكسب اليسير أن يسترد الشرق رجلاً فناناً من طراز الأستاذ توفيق الحكيم، يطير ليحضر حفلات الجلاء في سورية، فهذا وحده كسب يغرينا بطلب الجلاء العاجل عن الشرق كله. ولعل الأستاذ توفيق الحكيم وإخوانه من عشاق فرنسا، لا ينسون سحر الجلاء إذا نحن طلبناه للشمال الإفريقي أيضاً. ولعله يومئذ يرسل حماره ليشيع المحتل الراحل بما يناسب المقام.

سيد قطب

<<  <  ج:
ص:  >  >>