للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

مسألة ظلت مبهمة، ولهذا ضعف وقعها في النفس.

ومما يلفت النظر في الغنائية أن كومس في محاولته إغراء الفتاة قد سخر من العفة في ذاتها وعدها كلمة جوفاء، كما أنه أغراها بالطبيعة ومفاتنها وطيباتها، فلما أرادت أن ترد كان ردها موجهاً إلى محاجته في الطبيعة، أما سخر به فلم ترد عليه إلا بامتداح العفة فحسب، كقولها إنها القوة المتشحة بأشعة الشمس، وكان أولى أن تبين أثر العفة في تطهير النفوس لتستبين قوتها، ولقد بدا ملتن هنا في أضعف مواقفه في الغنائي، حتى لكأنه لا يدري ماذا يقول.

هذه هي المآخذ التي توجه إلى شعر ملتن في هورتون، ومهما يُقل فيها، فهي أقل من أن تذهب بشيء من قيمة هذا الشعر الذي بلغ الذروة الفنية، والذي قل أن يقع المرء على نظيره في اللغة الإنجليزية كلها روعة أداء، وعذوبة موسيقى، وإشراق لفظ، وسمو معنى، مما يجعله مزيجاً فذاً من جمال العصر الأليزابيثي ومن ثقافة ملتن، مزيجاً طبعه بطابع الفحولة، حتى بات بين ما أنتجت الدنيا من شعر في قديمها وحديثها وله مقام معلوم.

(يتبع)

الخفيف

<<  <  ج:
ص:  >  >>