للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الهبوط والزوال إلى أن جاء القرن السابع عشر فاختفى من بعض الأقطار تماماً، وهي تلك التي ضربت بسهم وافر في المدنية، وبقي منه النزر اليسير في تلك التي لم ترتق بها سبل الكفاح بعد إلى القدر المطلوب.

جوهره:

الجذام مرض مكروبي، أي أنه لا ينشأ إلا بالعدوى بجرثومته. وقد تكون العدوى عن طريق الاختلاط أو بالوراثة، أي أن يولد الطفل من أبوين مجذومين. ومكروب الجذام يشبه كثيراً مكروب السل، وهو صغير جداً ولا نقصد أنه صغير لعيننا المجردة؛ بل نقصد أنه صغير جداً بالنسبة لأنواع أخرى من المكروبات. ولأجل أن نعطي القارئ فكرة تقريبية عن حجم هذا المكروب نقول إنه إذا وضع من المكروب ألف واحد وضعاً طولياً بحيث يكون رأس الواحد بعد نهاية الآخر، وفي خط مستقيم على نمط عربات قطار السكة الحديد كان طول هذا الخط أربعة ملليمترات فقط. أما إذا وضعت الألف منه عرضياً أي كصف من الجند كان سمكه ٣ ,. من الملليمتر، ومن ذلك يمكن للقارئ أن يصور لنفسه طول المكروب الواحد وعرضه.

ويعزى اكتشاف مكروب الجذام، إلى العالم النرويجي (أرماور هانزن) في عام ١٨٧٣، وأما الذي درس حياته بالتفصيل، ووضع الأسس الحديثة لدراسته البكتريولوجية، فهو العالم الألماني (نايسر) وذلك سنة ١٨٧٩، ومدة تفريخ المرض، أي الوقت الذي ينقضي من وقت دخول جرثومته في الجسم حتى تظهر أعراضه عليه، هي من ٣ إلى ٥ سنوات وقد تصل في بعض الحالات إلى ١٠ سنوات.

أعراضه:

هناك نوعان يتميز بهما المرض في نشأته ونموه ونهايته، وهذا يتوقف على الطريق الذي يسلكه المكروب بعد دخوله في الجسم، فمنه ما يلازم أعصاب الجسم ويسير معها أينما سارت ومنه ما يحاول النفاذ إلى الجسم عن طريق الأقنية اللمفاوية. وأهم أعراضه أورام تظهر على جسم المريض في مواضع مختلفة على شكل عقد متفاوتة في الحجم تثبت في مكانها؛ وتتجمد وتنمو بمرور الوقت، وقد تتقيح وتخرج منها إفرازات صديدية. وأكثر ما

<<  <  ج:
ص:  >  >>