الوحي وقانون الطبيعة متى اتصلت بتيار الفكر الحديث تفاعلت هي وهو، فيكون من هذا التفاعل ما يريد الله به تجديد دينه وكفاية شرعه وإدامة ذكره).
والأستاذ العقاد يقول:(الجامعة الأزهرية معهد يراد به البقاء، ما في ذلك ريب عند أحد من المصريين، لأنها مرجع العلوم الدينية والثقافة العربية، وهي عدا هذا أقدم جامعة في العالم بسره، فالأمة التي تملكها قمينة أن تحافظ عليها، وتستديم بقاءها وازدهارها).
ويقول حين يعرض للمدارس الفكرية الإسلامية ومحصولها العظيم:(إن هذا المحصول لا يعقل أن يستوفيه طلاب جامعة من جامعات الدنيا غير الجامعة الأزهرية. . . وإنه أمانة لابد لها من حفيظ بين أمم الحضارة الإنسانية؛ فمن عساه أن يكون أولى بحفظ هذه الأمانة من معاهد الأزهر وعلمائه؟ ومن أين لهذه المذاهب وهذه الدراسات من يفهمها ويصبر على تمحيصها واستخلاص زبدتها في غير مصر والبلاد العربية. . . وليس في غير المعاهد الأزهرية مكان لاستيفاء هذه الواجبات والأعمال).
ففيم إذن الخلاف، وقد اتفقنا على القاعدة والأساس؟
١ - لقد أظهرت التجارب أن الدين والشريعة الإسلامية واللغة العربية لا يمكن دراستها دراسة عالية لها حظ من التبريز والتفوق، ما لم يسبق ذلك إعداد خاص وتكوين معين يستطيع معهما الطالب أن يخوض هذا المجال. ومن تلك التجارب التي أصبحت معروفة مشهورة مسلماً بها أن طلاب دار العلوم وطلاب قسم اللغة العربية بكلية الآداب إنما يفلح منهم ويتقدم في طريقه بخطى ثابتة، أولئك الذين درسوا دراسة أزهرية حتى نالوا الشهادة الثانوية، أما الذين درسوا على نظام التجهيزية أو الذين حصلوا على الشهادة الثانوية الحكومية فانهم يلاقون الأمرين في دراستهم للغة العربية، ويحملون منها وتحمل منهم عبأ ثقيلاً يود كلاهما لو استطاع أن يتخفف منه. وقل مثل ذلك في طلاب كلية الحقوق فإنهم لا يزالون يعتبرون دروس الشريعة الإسلامية أشق الدروس لا فرق في ذلك بين من لم يحصلوا على الليسانس ومن حصلوا عليها والتحقوا بقسم الدكتوراه، وما ذلك إلا لأنهم لم يتمرسوا بما يتمرس به الطلاب الأزهريون في دراستهم الابتدائية والثانوية ولم يعودوا البحث والفهم الاستقلالي وتلقي كتب الشريعة كما عود الأزهريون.
على أن الطالب الأزهري نفسه إذا لم يكن قد أتقن دراسته الابتدائية والثانوية، وكون بها