عقله تكوين فهم واستقلال، فإنه يعاني في الكليات ويعني، وقد لا يتمكن من الاستمرار في هذه الدراسات العلى.
٢ - والمدارس الثانوية التابعة لوزارة المعارف مكتظة بالبرامج في كل ناحية إلا في النواحي التي تعد للدراسة الأزهرية العليا. والتعليم الثانوي مع ذلك موضع شكوى عامة لضعفه، فإن جميع كليات الجامعة تشكو من هذا الضعف (الذي تبدو آثاره في المعلومات العامة واللغات العربية والأجنبية) وتشكو من (أن الطلبة لا تتحقق فيهم الصفات المطلوبة للدراسة العالية من حيث روح التعقل وقوة الملاحظة والاعتماد على النفس وحب البحث، حتى إنهم يضطرون أساتذتهم إلى إملاء الدروس عليهم إملاء مما يعوق سير الدراسة العالية في صورتها الكاملة)
بذلك تشهد تقارير وزارة المعارف نفسها، ومنها نقلت ما نقلت من النصوص؛ فإذا أردنا أن نقوي هذا الطالب في دراسته الثانوية ليكون قادراً على الدراسة في الكليات الأزهرية فماذا نصنع معه؟ والمفروض أن هذا الطالب لم يدرس على الطريقة الأزهرية فيما تلقى من التعليم الابتدائي، وأنه لم ير بعد علوم الأزهر ولم يألف أساليبه في البحث والدرس؛ أنضيف إليه أعباء أخرى فوق أعبائه التي ينوء بها كاهله؟ أنكلفه بدراسة النحو والصرف والبلاغة والفقه والتوحيد والمنطق والعروض وما إليها من العلوم التي لابد من حصول الطالب الأزهري على قسط وافر منها يحيط به إحاطة فهم وتدبر، ويهضمه عن تعقل وتصرف؟ وهل يؤدي ذلك إلا إلى ضياعه من الناحيتين، واشتداد ضعفه؟
وهبنا ألزمناه درس هذه العلوم الأزهرية إلى جانب منهاجه الحكومي، أفندرسها له بمقدار ما كان في التعليم الابتدائي الأزهري فننزل بالمستوى الثانوي إلى المستوى الابتدائي؟ أم بمقدار المنهاج الثانوي فكيف يطيقه؟
٣ - ومن حق القراء علينا أن نذكر لهم منهاج المعاهد الأزهرية الابتدائية ليعلموا: أتغنى عنها المدارس الابتدائية الحكومية فنلغيها من الأزهر؟ أم هي معاهد واجبة البقاء لأنها تحقق الغرضين: توحيد الثقافة العامة، والتمهيد للدراسة الأزهرية الثانوية والعالية.
قد يظن بعض الناس أن الطالب الأزهري الابتدائي إنما يدرس بعض الأحكام الفقهية، وبعض العقائد الدينية، وبعض كتب اللغة العربية، وأنه إنما يتلقى إلى جانب ذلك تجويد