للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بتلك الالتزامات الحكيمة التي تلقيتها في الدير، ولو أن مثيلاتي من السيدات (الأرستقراطيات) استطعن أن ينقلن تلك النصائح النفيسة إلى حياتهن الاجتماعية والزوجية لخلقن من أنفسهن نساء قويات.

ولكن الوقت لم يضع لم أراد أن يعمل خيراً كما يقول المثل. فلنحاول تجربة دواء الأم (ملكة الملائكة) ولأطبقه على حالتي الخاصة.

أنا (جينيفييف أوليفيه) تلميذة الدير سابقاً، و (الكونتيس دي بواستيل) اليوم والتي تبلغ من العمر اثنين وعشرين عاماً وقد مضى على زواجها ثلاثة أعوام، وهي متمتعة الآن بحب طفل تعبده، وبزوج خبيث وفاتن تعبده أيضا مع الأسف الشديد.

هاهي ذي الورقة البيضاء أمامي، وها أنذى امسك بقلمي وأجلس إلى مكتبي

إن الطفل الآن نائم، وإن مربيته الإنجليزية بجانبه، وإن (راءول) زوجي في النادي (في الساعة الثالثة بعد الظهر وفي يوم الأحد. . .! وعلى كل حال فلنصدق ذلك مؤقتاً) ولكن الذي لاشك فيه هو أنه لن يعكر علي صفوي أحد قبل مضي ساعتين، فلنبتدئ:

أنواع الاسوداد التي في نفسي الآن:

(أ) إن هذا اليوم هو يوم الأحد، وهو عندي يوم حزين ولاسيما في الساعات التي تفصل بين الغداء والعشاء، وفوق ذلك فإن الطقس حار جداً، وأنا حينما تشتد الحرارة أحس كأني لا أحيا في الوجود.

(ب) إن بشفة طفلي دملاً صغيراً؛ وعلى العموم إن هذا الطفل يقلقني منذ أسبوع لأنني ألاحظ أنه ممتقع قليلا، ودرجة الحرارة عنده تتخطى الحد الطبيعي، ومربيته تقول: إنه لا ينام نوماً هادئاً.

(جـ) إن (وايت فيرن) لم يفلح في صنع ملابس السفر التي كان يخيطها لي بالرغم من محاولاته المتكررة، وبعد عشر تجارب بعثها اليوم إلي قبل أن أستيقظ من نومي، ولاشك أنه فعل ذلك متعمداً لكي لا أجربها فألاحظ أخطاءها الجديدة وأعيدها مع العامل. وإنني في هذه الملابس مرعبة ومضحكة فعندما ألبسها أظهر كأنني أمثل دور سائق العربة في إحدى روايات (البولفار الهزلية). ولا ريب أن هذا الأمر سخيف لأن رحيلي إلى (تالوار) سيؤجل.

<<  <  ج:
ص:  >  >>