في وحدة الأمة؛ ثم يكون تعليم اللغة والدين في الأزهر (ولو أخذ الطالب حظه من الثقافة) خطراً على حياة الأمة؛ هادماً لوحدتها.
لقد كان معروفا - وأظن أن الناس ما برحوا يعرفون - أن وحدة الأمة تتحقق بثلاثة أشياء: وحدة الجنس، ووحدة اللغة ووحدة الدين، وأظن أن الأزهر قام بحراسة هذه الوحدات الثلاث أو باثنين منها على الأقل مدة ألف سنة، وبذلك تكون الأمة مدينة له بحفظ وحدتها على الرغم مما تداولها من تسلط الأجانب عليها وعملهم على تفكيك عراها بما كان جديراً أن يمزق وحدتها، ويبدد شملها، فاليوم ينعق الدخلاء بأن الأزهر خطر على الأمة مفرق لوحدتها!؟
جزى بنوه أبا الغيلان عن كبر ... وحسن فعل كما يجزي سمار
محمود أحمد الغمراوي
شيخ معهد دسوق والزقازيق سابقا
(الرسالة): يمنعنا من العودة إلى مناقشة الأستاذ الفاضل هذا الأسلوب التهكمي الذي يتراءى التعريض من خلاله وهذا الإلحاح في مسائل تتصل بالزمن والمنهاج بعد أن تركنا ذلك للتطبيق هو من إختصاص الأزهر وحده ثم هذه المقدمات التي سيكرهها الأستاذ على أن تقول: ليس في الإمكان أبدع مما كان! فإن تفيدها يدعو إلى الكلام في أشياء ليس من البر أن نهتك عنها ستار الماضي لنعرضها إلى سخرية الحاضر. على إن ذلك لن يمنعنا من نشر ما بقي من كلام الأستاذ.