الحيوانات كلها؛ كالثور الوحشي، والخنزير والدب وغيرها. وتعددت الشياطين، فكثرت صورها أيضا. ولم يبق كم كان من قبل، صورة واحدة لشيطان واحد.
وفي عصر النهضة، من جهة أخرى، ظهرت موضوعات أخرى طريفة تمثل الشيطان، مثال ذلك أن صوروا الموت يخاطب الشيطان، لأن الموت كان قد بدئ بتصويره منذ القرن الخامس عشر بإيحاء من الكنيسة أيضا كي تخيف المؤمنين مما يعقبه من جحيم ونعيم وعذاب. وفي كتاب , لفيرارد، وهو مزوق مصور، تظهر صور كثيرة للشياطين، كلها ذات ملامح في أغلب الأحايين حيوانية؛ فقد جعل لها أذناب وقرون وحوافر وغير ذلك.
ويلاحظ أن الشيطان قد أصبح حيوانا عند فناني وادي أشباه ستيفان ومارتان وبعدهم عند البير دورر ومن جاراهم. ثم يلاحظ كلما تقدمنا في القرن السادس عشر، قلة تصوير الشيطان لأن (مجمع ترانت) عندما منع تصوير الشخوص المخيفة ونحتها ضرب الأقاصيص الدينية وشخوصها ضربة قاضية، فقل تصويره.
حتى إذا أقبل القرن التاسع عشر، ظهرت صورة جديدة للشيطان، فقد أثر ظهور فوست لغوته، وانتشارها الواسع في ذلك، ودفع الفنانين إلى تصوير هذا الشيطان الرجيم؛ فصوروه كما يلي:
ملك مطرود من رحمة الله، ترافقه فترة شقاء من قبح، والجناحان طويلان ينتشران حول الجسم المشوه. وجهه يمثل صورة جانبية مسنونة مضطربة، وقد تدثر بدثار. وهكذا صوره دلا كروا في فوست سنة ١٨٢٨. وبقيت هذه الصورة شائعة بين الناس؛ وهي التي يلجأ إليها اليوم في تمثيل الشيطان.