ومن عجيب أمر جيمس أنه كان أقل الطغاة خطراً لضعف شخصيته، ولكنه كان مع ذلك أكثرهم استفزازاً للنفوس بتهوره وبكلامه. والحق أنه أساء إلى الإنجليز بما قال أكثر مما أساء إليهم بما فعل؛ كأنما كان مولعاً بأن يستعجل الثورة في البلاد، وكأنما كانت رسالته إشعال نار هذه الثورة؛ فما كان بمستطيع أن يحمل الناس على احترامه بناحية من نواحي القوة والعظمة كما عسى أن يفعل إذا أرادوا أن يغطوا طغيانهم لأنه لم يكن على شيء من هذا؛ ولا كان بقادر على أن يقف في طريق الحرية الثائرة معترضاً لها ليصدها عن وجهتها. ورأى الإنجليز أنفسهم لأول مرة في تاريخهم تلقاء ملك يشعرون باحتقاره، ويسخرون من ضعفه وإن تظاهر بالقوة فما كان ما يزعمه لنفسه من قوة إلا الحماقة في أسخف صورها. . .
أما عن المسألة الدينية في عهده فلم يك جيمس فيها أقل حمقاً ولا أخف طغياناً إن لم يكن أقبح عتاداً وأبغض استبداداً.