للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

يامستر بلوم. . . وكيف حالك). أجابها على الفور (إنني بخير يا آنسة جرين أشكرك) واستمر الحديث بينهما مدة تناولا فيها عدة موضوعات وهما متفاهمان كل التفاهم.

ولا تزال هذه الطريقة في تيسير الحياة للصم في مرحلة التجارب وإن كانت الخطوات التي خطتها واسعة يسرت كثيراً من العقبات؛ ولكن القائمين بأمرها يعتقدون أنها ستكون من خير الوسائل لتعليم الأطفال الصم وستخفف كثيراً من العناء الذي يلاقيه من يدربونهم على الحديث ويلقنونهم العلوم.

وهم يسجلون جميع المراحل التي تتناول صقل الجهاز وتبسيطه كما يسجلون مراحل تعليم الأفراد أيضاً ويقارنونه بشتى وسائل التعليم ليعرفوا أخطاءها فينقحوها، وبواسطة هذا الجهاز تيسر إصلاح النطق الفاسد في بعض الصم وإتقانه مما يبعث على الأمل في تعليم الصم في فترة أقصر.

ويتعلم الطفل الأصم في سنته الأولى نطق ستة ألفاظ فقط، فإذا بلغ سنته الثالثة في المدرسة تعلم نطق ٥٠ كلمة، بينما الطفل العادي يتعلم في ذات الفترة ٣٠٠٠ كلمة وهو فرق كبير سيخفف منه ولا ريب رؤية الأطفال تصور موجات ألفاظهم الصوتية ومقارنها بصور الألفاظ الصحيحة.

وأهمية هذا الجهاز الكبرى في سهولة تعليم الأطفال أن ولدوا صما فنادراً ما يتاح للطفل الحصول على أي جانب من التعليم فيظل جاهلا طول حياته ويتعذر عليه أن يجيد صناعة يكتسب بها رزقه فضلا عن إحساسه بالنقص وتكوين مركبه في نفسه مما يقصيه عن المجتمع. وأعرف شابا بلغ العشرين من عمره ولكنه يهرب من أي إنسان يحاول الاتصال به فقد كون لنفسه بما رآه في صغره فكرة جعلته سيئ الظن بالمجتمع وأناسه.

ومن أكبر المشاكل التي يعانيها والده كيف يوفر له الحياة وسبل العيش في الحال وفي المستقبل؛ فالأب يعول همه وهو حي وبعد أن يموت، ولم يدرك وسيلة يمهد بها لمستقبل هذا الابن الذي لا يحسن عملا وليس في وسعه الانخراط في مهنة.

ومثل هذا الأشكال موجود في كثير من بيوتنا المصرية وغير المصرية ولا ندري كيف نحله ولكن تهذيب هذا الجهاز ووضعه في متناول الناس سيتيح فرصة تعليم الأبناء الصم؛ فهم حين يحسنون الكلام يحسنون القراءة أيضاً، وعندئذ تتفتح أمامهم أبواب الفنون والعمل

<<  <  ج:
ص:  >  >>