- لا يا سيدتي، إن سيدي ظل من بعد الغداء إلى الآن في مكتبه، وهو يرجو من سيدتي أن تنبه حينما يحضر الطبيب.
- حسن يا جوزيف، ستنزل الحاضنة لتنبئ سيدك عندما يحضر الطبيب.
لم يكن زوجي إذا قد خرج، لأنه كان قلقاً على صحة الطفل وكان يريد أن يحضر زيارة الطبيب، فهل كان أحد يصدق ذلك؟ لقد زاد هذا الاهتمام الفجائي بصحة الطفل من غضبي حتى أحسست في تلك الساعة أن الحقد يتضاعف في نفسي إلى درجة أني لم أعد أحتمل حنانه عليه وقلت في نفسي: ليتركني وحدي مع هذا الصغير العزيز المريض، وليذهب إلى تلك المخلوقة. ولا ريب أن كبرياء الألم هي التي خلقت عندي هذه العاطفة، لأنه كان ألماً مبرحاً.
وبعد الساعة الخامسة بقليل حضر الطبيب، ولما نبأت الحاضنة الكونت صعد فوراً، وكان في هذه اللحظة يختلف كثيراً عن طبيعته المفعمة بقوة الإرادة والشجاعة إلى حد أنني أحسست بالشفقة عليه، لأنه كان متألماً من ذلك العراك الذي كان يحتل نفسه في تلك الساعة بين هذا الخلق الكريم الحقيقي الذي حببه إلى الناس جميعاً، وبين ذاك الهوى الوضيع الذي كانت نفسه تلح عليه في إطاعته.
(لا جديد فلننتظر). هذه الكلمة التي تنبأت بها قالها الطبيب بحروفها وهو يضع على الوسادة رأس الطفل بعد أن فحص جسمه.
أعاد الطبيب كلمة (فلننتظر) وأضاف إليها قوله: يجب أن تستعدوا لكل شئ، فالأزمة بدأت تتطور، وسيظهر في هذا المساء حدث جديد، ولو أن في الأمر شيئاً سيظهر لما استمرت الحمى على هذا النحو، فهل عندكم طبيب ماهر في هذا الحي ليلاحظ الطفل في حالة حدوث ما لا ينتظر؟
- نعم. يوجد طبيب ماهر في ميدان (بوفو) وهو: الدكتور (جيل).
- إنه لشاب ذكي، وإني أعرفه وسأكتب إليه كلمة، لأوصيه بكم، فإذا ما حدث أي شئ جديد فأدعوه على عجل في أية ساعة كانت.
- انصرف الطبيب وبقيت مع راءول وحدنا في الحجرة، فتصنعت أني لا أنتبه إلى