كان الطبيب يقول هذه الكلمة ببساطة وهو لا يدري أنه قد رد بها إلي التنفس والحياة. وعلى أثر ذلك سقطت بين ذراعي راءول فاقدة القوى وإن كنت قد أحسست أن ثقة خفية بزوال الخطر قد احتلت نفسي دفعة واحدة وشعرت بالرضى والسعادة، فطفرت من عيني دموع غزيرة لا أدري أهي دموع رد الفعل أم دموع السرور، ثم انتابتني على أثر ذلك أزمة عصبية لم أفق منها إلا حين لاح نور الصباح. وحينئذ وجدت راءول جالساً عند وسادتي فلم أشأ أن أضيع الوقت في سؤاله عن سبب جلوسه بجانبي، وإنما هتفت به قائلة: ورينيه كيف هو؟.
- إنه الآن أحسن حالاً، وإن مرضه لخفيف وبسيط، وإن الحبوب الآن بادية على وجهه بهيئة تجعله دميماً في هذه اللحظة فقط، ولكن الخطر قد زال، والحاضنة والخادمة - ساهرتان عليه. وأنت كيف صحتك؟
- أنا صحتي جيدة جداً.
وإذ ذاك أردت أن أنهض فخانتني قوتي وسقطت على الوسادة فقال راءول وهو يقبض على يدي.
- مسكينة يا صديقتي.
وبعد ذلك ساد بيننا صمت كنت أثناءه أقول في نفسي: من حيث أن راءول هنا فهو إما أن يكون قد عاد من شارع فيزيليه وإما أنه لم يذهب ثم سألته قائلة:
- في أية ساعة عدت يا راءول؟
- إني عدت مع الطبيب، وإني بجانبك منذ أن نمت إلى الآن.
قال هذا وقرب وجهه من وجهي فتمتمت قائلة:
ثم ماذا إذاً؟
وإ ذاك فهم كل شئ، فأجابني بصوت خافت: إذاً. . . أن أحبك وحدك وينبغي أن تصفحي عني، وهذا هو كل شئ