مع فارق صغير في ترتيب المقاطع بين (شعر) الدكتور بدوي و (شعر) الغول
ولقد كنت أقرأ بعض ما ترجمه الدكتور عبد الرحمن بدوي من الشعر الغربي فأحس هذه الفهاهة وهذه الركة، فأقول: لعله اضطراب فهمه للنصوص وعدم قدرته على التعبير عنها تبعاً لهذا الاضطراب. . .
فلما قرأت (مرآة نفسه) عرفت السبب وتبينت العلة. ورثيت للمساكين الذين مروا بهذه المرآة حين ترجم لهم هذا الشاب العجيب!
لقد علمت أن سائلاً سأل ناشر هذه الكتب: من الذي يقرأ كتب الدكتور بدوي؟ فكان جوابه: إنها تقرأ في العراق. . .!
وإنني لأسأل بدوري: ترى هذا الديوان كذلك قد طبع للعراق. . .؟
ومعذرة لإخواننا العراقيين. فناقل الكفر ليس بكافر. . . وفي وسعهم أن يدافعوا عن أنفسهم ضد هذا الاتهام!
وبعد فمعذرة للقراء! إنهم لم يعهدوني أكتب بهذه اللهجة عن أحد ولا عن عمل أدبي كذلك.
ولكنني هنا لا أكتب نقداً، ولم أقصد إلى شيء من ذلك ولم أكن لأملك أن أكتب بأسلوب الناقد الجاد. . . إن مجرد الحديث في لغة الجد والنقد عن مثل هذه (المساخر) لهو احتقار للشعر والأدب والنقد، واحتقار للصحيفة التي أكتب فيها، وللناس الذين أكتب لهم.
هذه (عَمْلةٌ) لا يجوز أن تمر. فهي استهتار يتجاوز حدود الجرأة، ولا بد أن يوضع حد لهذه (المساخر) بأية طريقة
وإذا كان القانون لا يملك - مع الأسف - أن يعاقب على مثل هذا الاستهتار فيجب أن يرد الناس عن أنفسهم هذا الاحتقار. فما يجرؤ إنسان على نشر مثل هذا الكلام بمثل هذا الادعاء إلا أن يحتقر نفسه أو يحتقر القراء.