للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

أسماء بلدان كانت معروفة في العصر العباسي، ولكنها وردت مغلوطة في تواريخ الطبري، وابن الأثير) هـ.

وبعد، فهاتان ناحيتان من الشعر طالت غفلة النقاد عنهما قروناً. ويبدو أن أول خطوة عملية ينبغي لنا اتباعها هي أن نضيف إلى كل (ديوان تاريخي) بعد ترتيب قصائده ملحقاً بتراجم أشهر الأعلام التي ورد ذكرها فيه، ثم معجماً لأهم البلدان التي نوه فيه بذكرها. . .

وكيفما كان أمر شعرائنا أو القول فيهم، فإن من اليسير أن نستقري ما خالف من شعرهم، ثم نلتقي على ظلمته ضوءاً من حقائق التاريخ الثابتة بعد أن ندرج كل قصيدة في موضعها من مجموعتها حتى تتصل بما قبلها وبما بعدها من شعر، اتصالاً قوياً وثيقاً تبتهج له نفوس طلاب الحقائق، وتكتسب به الدواوين حرارة وحيوية يبدو معهما كل شاعر إنساناً حياً، لا شبحاً باهت الظل متخيل الوجود. بل تكتسب المعاني والحوادث المسرودة نفسها قوة لم تكن لها من قبل، وتنطبع في الأذهان بهيئة لا يدرك تناسقها وروعة جمالها إلا من تهيأ له - في مرة أو أكثر. . . أن يمارس هذا الترتيب بين القصائد، فيرى كيف تنطق الحقيقة الجافة بلسان الخيال الرطيب، ويشهد كيف يتواطأ التاريخ الدقيق والأدب الرقيق معاً على غزو العقول بسحر جمالها؛ وكيف يتجليان في مرايا العقول كالفرقدين، تنزلا من أفق واحد، ليشرقا على دنيا واحدة.

محمود عزت عرفة

<<  <  ج:
ص:  >  >>