للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الحرص على إبراز هذا الكيان في المهجر.

ويمتاز أخيراً بالنقاء من شوائب اللهجات والتعبيرات المجاورة للحدود اللبنانية، بمحافظته على المفردات العامية والاصطلاحات التي تتقارب قليلاً، ولا تتباعد كثيراً بين قرية وقرية سواء أكانت في الجنوب أم في الشمال، بصوره المنقولة نقلاً حسياً عن جمال طبيعي من صنع المجهول لجبال وأودية وينابيع وغدران وأشجار وأثمار وأطيار ندر وجود ما يضارعها في فتنتها الساحرة وجمالها الأخاذ في أنحاء هذه الكرة الأرضية، وفي رسم عادات أهل الضيعة، وطبائعهم وسذاجتهم وبساطتهم في حياتهم القريبة من البدائية.

مشتاقْ أرجعْ للضيعة ... مشتاق كتير

إتعمشقلي بشي تينه ... وصيد عصافير

عنت عَ بالي الضيعة ... وياما مشتاق

عبِّي السلة بكوعي ... وحوِّش جرجير

قد يجد غير اللبناني بعض الصعوبة في فهم الكلمات لارتباطها بحروف أو لإدغامها في حروف أخرى، ولكن بيسير من إعمال الفكر تدنو المعاني من الإفهام، لأن الكلمات ليست بدخيلة على اللغة ولا هي ببعيدة عن أصول آدابها.

نحن نرى أن البيت الأول واضح كل الوضوح لكل قارئ أما البيت الثاني فقد استعمل الشاعر كلمة (تعمشق) بمعنى (تسلق) وفي البيت الثالث كلمة (ع بالي) المحذوفة منها بعض الحروف بمعنى (على بالي).

مشتاق ارجع عالضيعه ... شوفْ رفاقي

واسرحْ بمروج الخُضرةُ ... وجو الناقي

واسمع دجاجات ستي ... عمبِتقَاقي

ورافق جدي وبقراتو ... واحّملوا النير

يجب أن نلاحظ أن أكثر أهالي لبنان يلفظون القاف بصحيح مخارجها، بعكس الكثيرين من أهالي مصر والشام يلفظونها همزة، أما أهالي حلب فيلفظونها (آف) مفخمة.

كِنتْ صغير، وصرت كبير ... برمت قطار المسكوني

غني عشت، وعشت فقير ... وشفت كتير بزماني

<<  <  ج:
ص:  >  >>