للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بين لبناني مقيم وبين لبناني مهاجر:

بتسألني شو في عندك ... بالضيعة، تنّك مهم

عندي أحسن ما عندك ... عندي بَسْطٌ وعندك هم

عندي البيت الرباني ... والمعبور ودروب الكرم

عندي قدحة وصوّانة ... والضبوة وتتنات الغرم

عندي البيت الذي ربيت فيه، وعندي الطريق الموصل إلى كروم العنب والتين، وعندي أيضاً عدة التدخين عامرة بالتبغ وقداحة الشرارة.

في عندي القعدة بكِّير ... تحت صنوبر ضيعتنا

وترويقه قُرَّه وجرجير ... بتسوي العيشة وغربتنا

عندي أن الجلوس في الصبح الباكر تحت ظلال الصنوبر وتناول طعام الفطور من الجرجير والقرة وهي من فصيلة الجرجير إلا أنها حريفة يساوي حياة بأكملها نقضيها في الاغتراب.

يا ما عبينا السلة ... تين أسود من تينتنا

يا ما لعبنا عالتلة ... نِحْنا وبنات جارتنا

كم ملأنا السلة من التين، وكم لعبنا على الربوة مع البنات ويعود أيضاً فينطق اللبناني المهاجر فيصور خلجات صدره وأمنيات نفسه ويقول:

بعد بيفتح درب البحر ... ولبنان بشوفلو صوره

تخمين برجع للرزقات ... ويعيش عيشة مستوره

وبرجع بفني فراقيات ... عا عنات الناعورة

ترى يسهل ركوب البحر فأعود أرى لبنان مرة ثانية؟ ترى أعود إلى بيتي وكرمي اكتفي بالعيش الهنيء؟ أتراني أعود أخيراً إلى ضيعتي أسمع صرير الساقية فأتخذ منه لحناً للغناء والتذكر بالأحباب المفارقين وطنهم؟

هيهات!! تلك أمان تختلج في فؤاد المهاجر، ولكن مغالبة الحياة، وزحمة العمل، والتقيد بروابط الزواج والنسل تهدئ حركة تلك الخلجات، وتخفف من اضطراباتها. أما وما برحت أبواب الهجرة مفتوحة للبنانيين، وما دامت المدينة اللبنانية تجذب أبناء الضياع إلى

<<  <  ج:
ص:  >  >>