على التهذيب في (مطبعة الرسالة) وهي الطبعة الثانية من هذا الكتاب، وتمتاز على الطبعة الأولى بكثير من الزيادات والتنقيحات.
وقد جاء الكتاب كاسمه تجديداً في شرح الكتب الأزهرية وفي طبعها وترتيبها، وما إلى هذا مما جاء من التجديد والتهذيب فيه، بعد أن مضت عليها أزمان تطبع فيها أقبح طبع، وتظهر في أقبح ترتيب، وتتجافى عما حدث في علومها من تجديد، فتتغير الدنيا ولا تتغير، وينقلب العلم من حال إلى حال وهي باقية على حالها، ويسير إلى الأمام بخطى واسعة وهي واقفة في مكانها، وتقف تبعاً لها عقول الطلاب، وتتأثر بجمودها وسوء ترتيبها وقبح طبعها، لأن عقل الطالب يتأثر بالكتاب في أسلوب بحثه، وفي طريقة ترتيبه، وفي هيئته وشكله.
وقد بدأه مؤلفه الأستاذ عبد المتعال الصعيدي بمقدمة بين فيها ما وصل إليه المنطق عند علماء اليونان، وعند علماء العرب، وعند علماء أوربا، وبين فيها كيف يجري المنطق في اللغة العربية، وقد وضعه علماء اليونان على أساليب اللغة اليونانية، وهذا إشكال قد أثاره الإمام الشافعي رضي الله عنه، وتأثر به رجال الأدب والشعر الذين أنكروا أسلوب المنطق اليوناني، كأبي عبادة البحتري من الشعراء، وكابن الأثير من علماء الأدب، فحل المؤلف هذا الإشكال في مقدمته أحسن حل، وأنصف المنطق اليوناني من الذين أزروا به من رجال الشعر والأدب.
ثم عني الأستاذ بعد هذا بالموازنة بين المنطق القديم والمنطق الحديث، فذكر عقب شرح كل فصل من فصول هذا الكتاب ما وصل إليه المنطق الحديث فيه، ووازن بين المنطقين في كل فصل من هذه الفصول، فأحدث بهذا تجديداً له قيمته في شرح الكتب الأزهرية، وجمع في كتابه بين المنطق القديم والحديث، ليكون الطالب على بينة منهما، وهي طريقة أجدى على الطلاب من قصرهم على دراسة المنطق القديم، أو على دراسة المنطق الحديث، وتكاد الجامعة الأزهرية تمتاز بها على سائر الجامعات.
وما أحوج الكتب الأزهرية كلها إلى مثل هذه الطريقة في الشرح والتجديد، وفي حسن الطبع والترتيب، لتلائم حال هذا العصر، وتجذب إليها نفوس الطلاب، فيقبلوا على دراستها وتتأثر عقولهم بما تجده فيها من التجديد والترتيب، وتتهيأ بهذا إلى تجديد أتم،