من رواد اللهو وسماسرة الفجور، فجعلوا له في كل غرفة ماخوراً، ومن كل ردهة مرقصاً، ومن كل بهو حانة.
وأعجب ما في الأمر كله أن صورة بيته القديم كصورة ماضيه العظيم قد انمحت من ذاكرته، فلم يعد يذكر عنوان بيته ولا سكانه ولا جيرانه، كأنه لم يستقبل الحياة ولم يبصر الدنيا الأسنة ١٩٤٥! وها هي ذي امرأته على الحال التي ترى، تأتي كلما دفعتها الحاجة لتتوسل بي وبغيري إلى هذا الوغد ليرمي إليها من وراء السور من فضلات الغواني وفتات الموائد ما يمسك الحياة عليها وعلى أولادها، وإن لم ينقص فلن يزيد.
فهل كنت تظن قبل هذا الحديث أن في خلق الله أمثال هذا الرجل؟ فقلت له: والله يا صديقي لو كان المحدث غيرك لاتهمته بالتزويق والتزوير، ولما صدقت أن يكون في بني الإنسان هذا الخنزير!