وإنما هو بمنزلة كل وبعض، وعلى هذا فهو الاسم، وحذف الخبر، وقال ابن خروف: يحتمل الوجهين.
وليس غيرا بالفتح والتنوين، وليس غير بالضم والتنوين، وعليهما فالحركة إعرابية لأن التنوين إما للتمكين فلا يلحق إلا المعربات وإما للتعويض فكأن المضاف إليه مذكور، ولا تتعرف غير بالإضافة لشدة إبهامها).
فعند الأستاذ المدني - وتلكم تعليقه - أن الشيخ قد لحن، وسنده هو ابن هشام. وقد فتشت طويلا عن اللحن في عبارة المعري فلم أجده، ولن أجدها أبداً. وإن خيل أنه قد جاء من إعمال (لا) عمل (ليس) فالملحن نفسه يسطر في (المغني) هذه الأسطر:
(الثاني - من أوجه لا - أن تكون عاملة عمل ليس كقوله:
من صد عن نيرانها ... فأنا ابن قيس لا براح
وإنما لم يقدروها مهملة والرفع بالابتداء لأنها حينئذ واجبة التكرار، وفيه نظر لجواز تركه في الشعر، و (لا) هذه تخالف ليس من ثلاث جهات (آدها) أن عملها قليل حتى ادعي أنه ليس بموجود. (الثانية) أن ذكر خبرها قليل حتى أن الزجاج لم يظفر به، فادعى أنها تعمل في الاسم خاصة وأن خبرها مرفوع، ويرده قولة:
تعز فلا شيء على الأرض باقيا ... ولا وزر مما قضى الله واقيا
وأما قوله:
نصرتك إذ لا صاحب غير خاذل ... فبوئت حصنا بالكماة حصينا
فلا دليل فيه كما توهم بعضهم لاحتمال أن يكون الخبر محذوفا وغير استثناء. الثالثة أنها لا تعمل إلا في النكرات خلافا لابن جني وابن الشجري، وعلى ظاهر قولهما جاء قول النابغة:
وحلت سواد القلب لا أنا باغيا ... سواها ولا عن حبها متراخيا
وعليه بني المتنبي قوله:
إذا الجود لم يرزق خلاصا من الأذى ... فلا الحمد مكسوبا ولا المال باقيا)
فهذه (لا) تعمل - أذن - عمل (ليس) - ودع قولهم إن عملها قليل فالقلة لا تمنع العمل. وما عدها أحد خطأ أو لحنا - وقد زاد العرب الباء في خبر أختها أو قريبتها فقال قائلهم: