للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فكن لي شفيعا يوم لا ذو قرابة ... بمغني فتيلا عن سواد بن قارب

و (لا وليس) تتناوبان، قال اللسان:

(قد تجيء ليس بمعنى لا ولا بمعنى ليس، ومن ذلك قول لبيد: (إنما يجزي الفتى ليس الجمل) أراد لا الجمل. وسئل سيدنا رسول الله عن العزل عن النساء فقال: لا عليكم أن لا تفعلوا فإنما هو القدر، معناه ليس عليكم الإمساك عنه من جهة التحريم وإنما هو القدر، أن قدر الله أن يكون ولد كان)

وهل (ليس) أصلها - كما قالوا - إلا (لا) ضمت أليها (أيس) ثم كان ما أراده الله تعالى وعمله الانتخاب الطبيعي في اللغة عمله في كل شئ، وهل أنت - يا فتى - من قبل أنت، هل دريت كيف كنت؟ قال التاج:

(أصلها - يعني ليس - (لا أيس) طرحت الهمزة ولزقت اللام بالياء، وهو قول الخليل والفراء، قال الأخير: والدليل على ذلك قولهم أي العرب: ائتني به من حيث أيس وليس، أي من حيث هو ولا هو، وكذلك قولهم جئ به من أيس وليس أو معناه من حيث لا وجد، أو أيس أي موجود ولا أيس أي لا موجود فخففوا. . .)

وقد استعمل الشيخ (لا غير) في كتابه العجيب العبقري (الفصول والغايات) وفي كتابه المدهش (رسالة الملائكة) كما استعملها في (العبث) فقال في شرح جملة في الأول ص ٣٣٩:

(والعرف الرائحة الطيبة وغيرها، والريا الرائحة الطيبة لا غير).

وقال في الثاني ص ٧٠:

(. . . ومعيشة عند (سعيد بن مسعدة) مفعُلة لا غير، وهي عند الخليل وسيبويه مفعِلة ولا يمتنع أن تكون مفعلة).

واستعمل (لا غير) أئمة قبل المعري وبعده. وهذه جريدة قصيرة في استعمالهم إياها:

الكتاب لسيبويه (ج ٢ ص ٣١٧):

(ويكون الاسم على أنفعل في الوصف لا غير).

تهذيب إصلاح المنطق (ج ١ ص ١٨١)، والتهذيب لابن السكيت والإصلاح للتبريزي:

(بفية الإثلِب والأثلَب أي الحجارة والتراب، قال أبو يوسف: أشك في الإثلب والأثلب

<<  <  ج:
ص:  >  >>